جهاد محمود تكتب: عذابى الأبدى

الإثنين، 14 مارس 2016 08:08 ص
جهاد محمود تكتب: عذابى الأبدى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكلما تقارب قلبينا، تنافر عقلينا كأقطاب المغناطيس الواحد لا يلتقيان.
ووقعنا فى فخ الاختيار بين قلبٍ حالمٍ وعقلٍ واعٍ.
معركةٌ قائمة منذ بداية الزمان
ومستمرةٌ لنهايته.
يحشد بها كل من العقل والقلب
كامل قواه وأسلحته ودروعه
ليصارع الآخر.
لينتصر.
فالعقل بحدة منطقه والقلب بفيضان مشاعره.
وتبدأ المعركة
و أقف أنا حائرة
أترقب النهاية
أستكون نهايةً دامية للقلب بسيف العقل!
أم يُغْرِق القلبُ العقلَ فى أمواجِ حبِه الجامحة!
وتشتد المعركة وتحتدم.
وفى غضون ثوانٍ معدودة
أرى القلبَ رافعاً رايةَ النصرِ
يقفُ بكلِ فخرٍ
يراقب العقلَ الغارق،
وقد ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ شامتة ساخرة.
والعقلُ يبكى ويصرخ متوسلاً:
"ستندم أيها القلب، ستندم .
ألا تتذكر كم كنت تعطي
وتُهْمَل !
كم كنت تصفح
وتُرْجَم !
إن كنت قد نسيت فأنا لازلت أذكر.
فجروحك وإن إلتأمت
فآثارها باقية
محفورةٌ بذاكرتي
دامية
فَأَفِقْ من غفلتك وتَعَقَّل!"
ويتردد القلب ويشرد.
وتهب رياح الذكريات
رياحٌ مخيفةٌ عاتية
تكاد تُجْمِدُ القلبَ من برودتها.
وتَذْهَب فرحةُ النصر
وتحل سحابةٌ من الحزن
تعتصر القلب
ويختنق كمداً
كم أُشْفِق عليه وعلى عقلي!
فهم لا يدريان وأنا أدري
أن سعادتهما فى انسجامهما
لا الصراع والتحدي.
ياليت لى سلطان فأجمعهما
فى تناغمٍ وودِ.
ولكنه الحب وسحره الأسود
يشير بعصاه فَيُوهِم القلبَ ويُغْرِق العقل
ويقف متلذذاً بتوهتهما
وعذابى الأبدى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة