محمد نبوى

«أنا مسلم أكتب عن قداسة البابا شنودة الثالث»

الخميس، 17 مارس 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنا المصرى المسلم الموحد بالله، و«محمد» هو اسمى واسم حبيبى رسول الله (ص)، أنا الذى أكتب اليوم عن شخصية من الطرز الأول فى مصريته ووطنيته وعشقه لتراب الوطن، أكتب عمن اختلفت معه فى مسمى الدين، ولكننى لم أختلف معه على الإله الواحد الأحد رب العالمين، أكتب عمن تعلمت من مواقفه دروسا سأظل أرويها يوما بعد يوم إلى يوم الدين، أكتب عن «نظير جيد روفائيل» هو الاسم الذى ولد به فى أغسطس 1923، هو البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، هو البابا رقم 117، هو أول أسقف للتعليم المسيحى قبل أن يصبح البابا، هو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر ومكاريوس الثالث ويوساب الثانى.

رحل البابا شنودة فى هدوء وكبرياء كما عاش، ولكن كلماته لا تزال كالأجراس تدق فى آذان كل مصرى مخلص يعشق تراب الوطن، «مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا»، «لن ندخل القدس إلا مع إخوتنا المسلمين».

هو البابا الذى زار الجبهة قبيل حرب أكتوبر 1973، والتقى بقادة القوات المسلحة والضباط مرتين، وقدمت الكنيسة بقيادته دورا وطنيا وتاريخيا فى الدعم المعنوى والسياسى للوطن أثناء الحرب كتوفير الأدوية والمساعدات الإنسانية، ودعم المجهود الحربى، وخلال الدقائق الأولى للحرب عقد اجتماعات متتابعة لمساندة الجيش، وتنظيم عدة زيارات للجنود الجرحى فى المستشفيات.

هو الذى سجل رفضه القاطع لاتفاقية كامب ديفيد، مؤكدا رفضه الذهاب مع السادات فى زيارته إلى تل أبيب، إلا ويده فى يد شيخ الأزهر، وبعد أن تتحرر المدينة من الاحتلال، وأنه سيأمر الأقباط بعدم الذهاب للقدس فى ظل الاحتلال، وهو ما أغضب الرئيس وبشدة، واعتبر هذا الموقف تدخلا من البابا فى شأن سياسى ليس من اختصاصه، وأصدر قرار تحديد إقامة البابا، وسحب التصديق على قرار تعيينه كبابا للكنيسة المصرية، ولكنه قدم مصلحة الوطن على مصلحته الذاتية واستقبل الأمر بهدوء، وذهب بنفسه إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون قبل إعلان القرار، واستمر حتى يناير 1985، ليعود بعدها إلى كرسيه، ويمارس مسؤولياته كبابا للكنيسة دون أى تفكير للأزمة التى مر بها، ومع ذلك أصر على رفض زيارة القدس، وهو ما منحه شعبية كبيرة، ليس فقط بين المسيحيين، بل أيضاً بين المسلمين، وليس فقط داخل مصر بل أيضاً فى الوطن العربى كله، مما رشحه لكى يحصل على لقب بابا العرب عن جدارة واستحقاق.

هو الذى زار كنائس المهجر، بصحبة وفد من أساقفة وكهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكانت عظاته تحمل رسائل لأبنائه فى المهجر، حتى لا ينصتوا إلى الشائعات التى تتسرب إليهم دون أساس من الحقيقة عن أوضاع الأقباط فى مصر، وكثيرا ما تعرض لانتقادات حادة واتهامات بأنه مسالم أكثر مما ينبغى.
هو الذى قال فى حديثه لـ«جيمى كارتر» حين سأله كارتر: «ما رأيك هل إسرائيل شعب الله المختار؟» فكانت إجابة البابا شنودة: «إن كانت إسرائيل شعب الله المختار، فأنا وأنت خارج شعب الله المختار».

هو صاحب العلاقات الوثيقة مع فضيلة شيخ الأزهر، وكان يحضر المؤتمرات الإسلامية العالمية، ويلقى محاضرات فيها، وكان يرعى «الحوار المسيحى الإسلامى» لسنوات ممتدة.

هو الذى عقد مؤتمرا شعبيا كبيرا فى الكاتدرائية المرقسية بعد تحديد إقامة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، دفاعا ودعما منه للقضية الفلسطينية والقضايا العربية.

هو الذى شارك فى الاحتفال برفع علم مصر على طابا، وبدأت الكنيسة فى عهده إقامة موائد الوحدة الوطنية فى شهر رمضان، «موائد العائلة المصرية».

هو الذى وقف أمام بعض الأقباط رافضا إنشاء حزب مسيحى سياسى يكون أعضاؤه على أساس دينى.

هو من رحل فى السابع عشر من مارس، واليوم تحل الذكرى الرابعة لرحيله «تحية طيبة لذكراه»، ولا أملك فى هذه الذكرى إلا أن أذكر كل أبناء الشعب المصرى بمدى وطنيته، وأوجه رسالتى إلى قداسة البابا تواضروس الثانى: «أشهد بمواقفكم الوطنية عبر التاريخ، وأشهد أن موقف الكنيسة المصرية بقيادتكم الحكيمة يوم الثالث من يوليو 2013 وما تلاه كان من أعظم ما سيكتبه التاريخ»، وأخيرا أطلب منك يا قداسة البابا أن تصلى لروح البابا شنودة الثالث، وأن تصلى من أجل وطننا الغالى مصر، «تحية منى لإخوتى المسيحيين الوطنيين»، حفظ الله مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة