الأمير نصرى

زفة شهيد

السبت، 19 مارس 2016 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن فارقوا الحياة وعلى وجوههم ابتسامة عريضة وأيديهم مرفوعة إلى السماء تشير بعلامات النصر.

فما نشاهده أو نسمعه عما يحدث على أرض الوطن من عمليات إرهابية خاصة على أرض سيناء الحبيبة لا يزيد رجالنا وأبطالنا "حماة الوطن"، إلا شجاعة وصبرًا وإقدامًا على القضاء عليه واقتلاع جذوره كما تزيدنا فخرًا بأبطالنا.

"الجهادية" شرف كبير ووسام على صدر كل جندى عاهد الله على حماية أرضه وأهله من غدر الأعداء، فالأحداث الأخيرة التى نشاهدها فى سيناء نرى جنودنا البواسل يفرون إلى الموت من أجل نيل الشهادة بل نجد جنودًا وضباطًا فى محافظات أخرى يطالبون بنقلهم إلى سيناء لنيل هذا الشرف.

إن الأرض التى ارتوت بدماء أبطالنا من القوات المسلحة لشاهدة يوم القيامة على بسالة وشجاعة رجالنا وإقدامهم على الموت والتضحية بالغالى والنفيس.

مشهد عظيم نراه فى كل جنازة شهيد، فالابن ينال الشهادة بكل شجاعة والأم تطلق زغرودة عالية تصحبها دموع غزيرة فرحًا على زفاف ابنها فى الجنة والأب يستقبل التهانى والأهل يودعون شهيدًا فى جنازة تصحبها زفة وتحيطها ملائكة.

زغرودة عالية تدوى بالمكان و"ملايكة طايرة" فى كل مكان وزفة بيضا وبستان ودعوة حبايب تطول العنان وكوشة لعريس فى الجنة ورءوس مرفوعة وصحبة واقفة بتتهنى ببطلها الذى سبقها إلى أعالى الجنان.

‎أبطال جيشنا لهم قصص وحكايات وبطولات، ومواقف شجاعة خلدت أسماءهم للدفاع عن كل شبر فى البلاد، من أبرزهم، الشهيد محمد حربى، وباسم فاروق، والشحات فتحى، كل بطل له قصة مثيرة تدفعك للبكاء حزنًا عليهم والفخر بهم فى الوقت ذاته.

محمد حربى.. هو بدرجة مساعد شرطة، شهرته داخل قطاعات الأمن بسيناء تعدت قيادات كبيرة، لدرجة أن وزير الدفاع صدقى صبحى كرمه فى أحد اللقاءات الجماعية بالضباط، ونادى عليه بالاسم، استشهد محمد وهو يخدم بلده فى سيناء.

باسم فاروق.. ضابط فى فرقة مكافحة الإرهاب بسيناء.. لم يتخط الثلاثين من عمره، عقد قرانه ويستعد للزواج.. ودع والدته بعد أن اتفقا على أن تنهى هى اللمسات الأخيرة فى شقة الزواج.. باسم فى لقائه الأخير بوالدته، كان يقول لها إنه هيرجع شهيد هذه المرة، تداعبه والدته: «لا هترجع عريس يا باسم».
الشحات فتحى شتا.. جندى بالكتيبة 101 بسيناء التى تعرضت لعملية إرهابية بشعة.. ولكن الأبشع كان من الممكن أن يحدث لولا عناية الله وتوفيقه لعمل بطولى نفذه الشحات.. التكفيريون عندما هاجموا الكتيبة واعتدوا عليها، كان أحدهم يرتدى زى الجيش المصرى المموه، ودخل على مقدمة الكتيبة بدعوى أنه مصاب من الهجوم الإرهابى فى محاولة لجمع عدد أكبر من أفراد الكتيبة حوله للاطمئنان عليه، ومن ثم تفجير حزام ناسف كان يرتديه فيهم، وبالفعل كاد مخططه أن ينجح لولا أن الجندى الشحات اكتشف أن صاحب زى الجيش فى الأساس عنصر إرهابى ويرتدى حزامًا ناسفًا، فهجم عليه واحتضنه.. ودفعه لخارج الكتيبة، فانفجرت العبوة فيهما فقط.. الشحات احتضن الموت ليحمى أصدقاءه وبلده.
‎أحمد حجازى نموذج لشهيد كتب تغريداته الأخيرة عن الشهادة، وهو لا يعلم أنه بعد أيام سيكون بين يدى الله، كتب «أصل شهيدنا طير بيغرد، يغنى بدمه الكون ويردد، حقه راجع اسمع منى، دا هو قالى وهو بيستشهد»، واللافت أن تغريدات حجازى لأصدقائه كتبها له كل أصدقاؤه بعد استشهاده.
تحية لكل شهيد مخلص ضحى من أجل الوطن ومات على أرضه مدافعًا عن ترابه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة