فرح الناس بالحذاء ليس بسبب التطبيع فقط
لـ«موقعــة الحذاء» التى شــهدها مجلس النواب يوم الأحد الماضــى أكثر من وجه،وأكثر من تبرير، وأكثر من نتيجة.
الفرح الذى ســاد بين المصريين مــن حذاء النائب كمال أحمد ضد توفيق عكاشــة لم يكن ســببه الوحيد هو مقابلة «عكاشــة» للســفير الإســرائيلى،وكما أشــرت فى مقالى أمس، هناك من فعلها قبل «عكاشــة» فكان نصيبه «العزل الشــعبى».. على سالم كان يجهر بالتطبيع، لكنه كان يمشــى بين الناس دون «بودى جارد» يحرســه، وكان يمارس عادتــه بالذهاب إلــى الكافيهات التى اعتــاد أن يذهب إليها،ولم يفكــر أحد فى الاعتداء عليــه، بالرغــم من أنه اختــار الطريق إلى «قلب إســرائيل»،وهو الطريــق الذى رفضه المصريون،ولما حاول البعضأن يجعل منه ً رمزا ً بطوليا فى مجاله،واســتدعوا الســيدة جيهان الســادات لتشــجيع ذلك، لم يلتف أحــد إلى ذلك ومرت القصة كلهــا مرورالكرام، ويستدعى ذلك سؤالى:لمــاذا إذن حالة الفرح والارتياح التى ســادت نتيجة حذاء النائــب كمال أحمد؟، لماذا كل هذا الانفجار بالترحيب الذى ســاد فى الـ«سوشــيال ميديا»؟، لماذا ســادت عبارة: «كمال أحمد يمثلنى»؟، لماذا تغزل البعض فى «الحذاء»؟، لماذا؟، ولماذا؟ فى اعتقادى أن ســبب الفرح والارتياح هــو أن «الحذاء» كان ً موجها ضد نهج عام يمثله وفيق عكاشــة، نهــج خداع وتزييف وتســطيح ونفاق وخــدش للحيــاء، وتمرير كل ذلك باســتهبال واستعباط واســتظراف، نهج بدأ منذ سنوات،وظل يكبر ً يوما بعد يوم حتى لم يعد ً مقصورا على «عكاشــة» وحده، إنماوجدنا أكثر من «عكاشــة»، نهج يؤدى بالتلقائية إلــى «التطبيــع» ُ والفجر فى تشــجيعه، فمادام الاســتخفاف بالعقول هــو الأصل فى هذا النهج، فمن الطبيعى أن ينتهى إلى اعتبار «الخيانة وجهة نظر».
وصل «عكاشــة» إلى ما يشــبه الجنون،والشــاهد أنه جعل من نفســه محور كل شىء يحدث فى مصر، فنســب لنفسه الفضل فى 30 يونيو، بإطلاق أكاذيب عن أنه وحدهالذى لف ودار فى حوارى مصر ونجوعها لعقد المؤتمرات ضد الإخوان بينما جلس الآخرون،ولما خرجــت الجماهير فــى 30 يونيو ونجحت فى عزل حكم الإخوان أنتــج ً برنامجا عن رجلين قادا الثورة، هما عبدالفتاح السيســى وقت أن كان ً وزيرا للدفاع،وتوفيق عكاشــة بجولاته التى شهدت مظاهرات كان ً محمولا على الأعناق فيها.
فرح الناس بـ«موقعة الحذاء» لأنهاترفضتصدير «عكاشة» لنفسه من خلال فضائيته «الفراعيــن» بوصفه العالــم ببواطن الأمــور، وتقديمه الأخبار التى تحمــل نبوءات، ومع التوابل التى كان يضيفها على طبخته بحركاته،وقســمات وجهه،وشــتم نفسه، استطاع أن يجذب مشاهدين له ليقول لهم ما يحلو له، ولأن بعض هذه النبوءات كان يتحقق ظن الناس أن هناك ً أشــخاصا داخل الأجهزة تغذيه بالأخبار،وأدى ذلك إلى ضعف وتكسير فى هيبــة الدولــة،والمصيبة أنه كان يتم ً يوما بعد يوم دون محاســبة، مــن يصدق كل هذا التطاول الذى يمارسه «عكاشة» ضد أى أحد يختلف معه، ويمر كل ذلك دون محاسبة.
فــرح الناس بـ«موقعة الحذاء» لأنهم رأوا فيها ً تعبيــرا عن غضبهم من هذا النمط فىالإعلام الذى يمثله «عكاشــة»، هو إعلام قد يخدع الناس بعضالوقت، لكنه لا يســتطيعأن يخدعهــم طــوال الوقت.. «عكاشــة» وجــد فرصته وســط حالة خلقت تســاؤلات: منيشــجعه؟، من يحميه؟، من يقدم له هذا الدعم ليجعله يشــتم ويسب فى خلق االله كليــوم؟، من ترك ظاهرته تكبر هكذا حتى ظن الناس أنه فوق أى حســاب؟، وقد يكونهذا الظن ًسببا فى فوزه بانتخابات مجلس النواب الأخيرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة