على طريقة حسن البنا، عندما وصف عملية قتل النقراشى باشا على يد أعضاء من جماعه الإخوان، حيث قال عنهم البنا «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين»، بنفس المنطق حسم البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فتنة رهبان دير وادى الريان بالفيوم بمقولة رائعة أطلقها البابا على من يحاولون استخدام الدين للسطو على أراضى الدولة، حيث قال البابا تواضرواس «دير وادى الريان ليس ديرًا وسكانه ليسوا رهبانًا»، كلام البابا يعد الأقوى فى هذه الفتنة ويعد شهادة حق بأن من يحاول استخدام الدين للسطو على أراضى الدولة ليسوا سوى مجموعة من ناهبى المال العام، والدليل أن تصريحات البابا تجرد رهبان الفتنة فى وادى الريان من كل قداسة، ويؤكد أنه لا يوجد دير فى هذه المنطقة، وبالتالى فإن استخدام الرهبان الدين كستار للسطو على أكثر من 10 آلاف فدان من أراضى الدولة أصبح باطلا، وأن البابا جردهم من أى قداسة، وأن مجموعة الرهبان الذين استخدموا العنف والبلطجة والحرق لوقف المشاريع الاستراتيجية التى تقوم بها الدولة على هذه الأراضى، ومنها الطريق الدائرى يستحقون السجن وتطبيق القانون عليهم، واعتبارهم من الخارجين على القانون بتهمة انتحال صفة رهبان، بعد أن أكد البابا أنهم ليسوا رهبانا، وأن ما يعيشون فيه ليس ديرا.. هكذا حسم البابا الموقف ولم يعد أمام هؤلاء إلا الرضوخ لصوت البابا، والذى قال بالحرف إن أى مكان لا تعترف به الكنيسة كدير لا يجب أن نزوره أو نتضامن معه.
وتعود أزمة دير الأنبا مكاريوس المعروف باسم الدير المنحوت بوادى الريان إلى عام 2013، حين طلبت الدولة شق الطريق الدولى الذى يمر بمنتصف الدير، ووسطت الكنيسة للتعامل مع الرهبان، الذين انقسموا إلى مجموعتين؛ الأولى استجابت للمبادرة، بينما رفضت المجموعة الثانية وتبادلا إطلاق النار.
لقد استخدم من يزعمون أنهم رهبانا العنف، ومقاومة السلطات ووصل الأمر إلى قيام منتحلى الرهبنة بحرق إحدى المعدات التابعة لشركة المقاولين العرب، وهو السبب وراء حبسه لأنه ارتكب جريمة كبرى، ورغم ذلك يحاول أعداء الوطن استغلال هذه الواقعة المصنوعة لضرب مصر، وأنا على ثقة بأن أطراف الصراع السياسى فى مصر ليسوا ببعيد عن هذه الفتنة التى أبداها بعض من يزعمون أنهم رهبانا ولكن خرج علينا أكبر راس فى الكنيسة المصرية، ليؤكد أنهم دخلاء على الكنيسة، وأنهم ليسوا رهبانا، وأن الأراضى التى استولوا عليها يجب أن تعاد للدولة لأن هذا المكان ليس ديرا مقدسا، كما أن المكان ليس بهذه المساحة التى يزعم هؤلاء المدعون أنهم رهبان وأنه ملك للدير المزعوم، وهدفهم فى معركتهم مع الدولة هو إحراج مصر دوليا تحت زعم أن مصر تضطهد أقباطها، ولكن ظهر الحق عندما كشف البابا المؤامرة الكبرى لهؤلاء الكذابين الذين باعوا ضمائرهم من أجل مصالح شخصية، والنتيجة هى تشويه سمعة مصر خارجيا وتدميرها داخليا وهو ما تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما يجعلنى على ثقة بأن هناك من ينفخ فى النار، إن لم يكن من الداخل، فمن الخارج ومؤامرات أقباط المهجر ليست ببعيد، فهل تستمر المؤامرة التى حاول البابا وعقلاء الأمة التدخل للقضاء عليها، إلا أن هناك من يعمل يوميا على النفخ فى نار الفتن حتى تشتعل مصر مرة أخرى بالفتن والتى يقف وراءها رهبان مزيفون قاموا بالسطو على أراضى الدولة من أجل دير وهمى لا وجود له إلا فى عقول مشعلى الفتن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة