أكرم القصاص

الإرهاب والجبهة النفسية

الثلاثاء، 22 مارس 2016 07:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المحللون الفوريون وصناع الشائعات
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى تنجح التنظيمات الإرهابية فى تنفيذ عملية ضد القوات فى سيناء، وعملية كمين الصفا جاءت بعد فترة طويلة لم تنجح التنظيمات الإرهابية فى اختراق القوات، وبقيت التفجيرات والعمليات متناثرة وتتم فى الظلام على طريقة «الجرذان» اضرب واهرب، لكن سقوط عدد كبير من الشهداء، يمثل صدمة ويمنح الإرهابيين دفعات معنوية بعد شهور من فقدان المبادرة.

الجدل دائما يقوم بسبب محللين يسارعون بإلقاء اللوم واتهام الأمن بالتقصير، أو يطلقون شائعات واتهامات، من دون أن تكون لديهم معلومات كافية. ثم إن كل عملية تنفذها التنظيمات بنجاح عشرات وربما مئات العمليات تتم مواجهتها.

من الصعب أن يمتلك المحللون الفوريون معلومات تكفى ليقرأوا ويحللوا الحدث ويصلوا الى استنتاجات، وفى المقابل فإن طبيعة العمليات ونقص المعلومات وما يحيط بها من تكتم يفتح الباب لشائعات وتكهنات بعضها يسبب ارتباكا، هذا لو وضعنا فى الاعتبار أن تنظيم بيت المقدس ينشر مقاطع مجهزة بدقة يحرص على أن يبدى فيها انتصارات.

بعض من ينشرون الشائعات يتحدثون عن اختراقات أو خيانات من مناطق محيطة بالكمائن، وحرص القوات على التعامل بدقة وبحرص على حياة السكان والمدنيين، فى وقت قد يختبئ الإرهابيون وسطهم، وهو ما يضع القوات فى وضع يحرصون فيه على حماية السكان، وهذه القضية يفترض التعامل معها بحرص، وعدم الانجرار إلى اتهامات عامة، وعدم تقدير لوضع أبناء سيناء الحرج، وفقد بعضهم حياته بسبب تعاونه مع الأمن، حيث ليس كل السيناوية يقفون على الحياد، وبعضهم بالفعل يعرف خطر الإرهاب ويقدم ما يستطيعه فى المواجهة، وهو أمر يعرض حياته للخطر.

أمنيا هناك دعوات لإنهاء فكرة الكمين الثابت التى تمثل نقاط استهداف واضحة خاصة التى تقع فى مناطق سكانية، والتركيز على التكنولوجيا والاستشعار وهى وسائل أصبحت متاحة ومتوفرة، وتستخدم بنجاح فى دول كثيرة، وتسهم فى تطوير الأداء الأمنى ومواجهة الإرهاب.

كل هذه تفاصيل مهمة، لكن بعض الانتقادات تأتى من زوايا المصلحة، والبعض الآخر يقوم على خطاب «ملامة نظرى» يخلو من المعلومات، وينطلقون من أفكار محبطة يغرقون فى التنظير ولا يتخيرون الوقت المناسب أو يراعوا مشاعر أمهات الشهداء، وإذا كان الطبيعى أن يكسب الإرهاب جولة فإن الحالة النفسية وشعور القوات أنها تواجه وحدها ومن دون ظهير شعبى هو ما يمكن أن يمثل خطرا، مع الأخذ فى الاعتبار أن ما يجرى حرب تتداخل فيها عناصر داخلية وخارجية وتمويلات واتصالات والمواجهة لا تتم فقط هنا، لكنها تتم على جبهات مختلفة، لكن الأهم هو الجبهة المعنوية والنفسية، فهى التى تحسم الانتصارات والهزائم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة