هل تُفيق الحكومات الأوروبية وتعلن مكافحة الإرهاب؟
4 تفجيرات فى قلب العاصمة البلجيكية، تفجيرات فى عصب الدولة فى مؤسساتها بالمطار والمترو وبأحد الشوارع الرئيسية، ليس له تفسير غير أن ثغرة أمنية كبيرة بالجهاز الأمنى البلجيكى ترتب عليها هذا الحدث الكبير الذى لم تصادفه بلجيكا فى تاريخها الحديث، فضلا عن تحليلات أخرى متعلقة بتمكن الجماعات الإرهابية من بروكسل لدرجة أن نجحوا فى توقيت واحد فى زرع عبوات ناسفة تهز العاصمة.
بلجيكا تحديدا ليست مثل باقى الدول الأوروبية، لأسباب عدة أهمها أنها مقر الاتحاد الأوروبى والبرلمان الأوروبى وحلف الناتو، وتضم أكبر عدد من التمثيل الدبلوماسى فى العالم، وهو ما يمنحها مزية نسبية، غير أن هذه الميزة لم تحمها من وقوع انفجارات.
ضرب بروكسل تحديدا رسالة خطيرة من قوى الشر لأوروبا بأن الإرهاب قادم والعمليات التفجيرية ستتوالى لأنه إذا نجح أبناء داعش فى ضرب بلجيكا، فالمستقبل الأسود ينتظر باريس ولندن وغيرها من عشرات المدن الأوروبية.. تلك التفجيرات تحتم على المجتمع الدولى والدول الأوروبية تحديدا أن تؤمن بالتحديات التى تواجهها الدول العربية منذ سنوات فى حربها ضد الإرهاب، وأنه لا يكون شعار مكافحة الإرهاب مطاطا بالنسبة للحكومات الأوروبية، بل تكون مكافحة بمضمون حقيقى وبخط واحد بعيد عن المصالح الهوائية.
السؤال الخطير الذى يمثل تحديا أكبر للحكومات الأوروبية هو تعاملها مع الموقف، هل ستتعامل مع بلجيكا بمثل ما تعاملت مع مصر عندما انفجرت الطائرة الروسية بأن أعلن الجميع وقف خطوط الطيران ووقف السياحة إلى مصر، أم ستتعامل من منطلق الصداقة وضرورة مساندة بلجيكا فى حربها ضد الإرهاب!، وهنا أصل الحديث، الواجب هو المكافحة المشتركة للإرهاب وضرورة عدم توجيه الانتقادات لدول الشرق الأوسط التى واجهت الإرهاب فى وقت سابق.
أتذكر حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل عام فى حوار مع إحدى وكالات الأنباء العالمية، عندما قال: «أحذر الدول الأوروبية من أن العمليات الإرهابية التى تضرب بلادنا ليست بعيدة عنكم، ستصلكم قوى الإرهاب إن لم تساندونا وخط الإرهاب قد ينتشر»، وبالفعل تتحقق كلمة السيسى اليوم، لأن مواجهة الإرهاب ليست فى نطاق أو بلد معين، ولكن المواجهة تقتضى الحزم التام.
العزاء للشعب البلجيكى فى مصابه بعد تلك العمليات الغادرة، والأمل أن يفيق المجتمع الأوروبى بعد 35 قتيلا و170 مصابا، يفيق ويعلن مواجهة الإرهاب ومساندة الدول العربية، يفيق ويعلن أن سياسته ضد مصر فى قضية الطائرة الروسية كانت خاطئة، يفيق ويبدأ من جديد سياسة المواجهة الشاملة للإرهاب لا المواجهة الجزئية.
عزائى فى تفجيرات بروكسل أن اللاجئين السوريين المنتشرين فى أنحاء أوروبا، قد يتضررون من تلك التفجيرات، قد ينظر إليهم الغرب بنظرة مختلفة، قد يوقفون استقبالهم بعد ذلك أو يتخذون إجراءات ضدهم بالخروج من حدود البلاد، رجائى أن تتفهم الحكومات الأوروبية أن اللاجئين ليس لهم علاقة، السبب فى الدواعش المنتشرين فى قلب أوربا، السبب فى الفكر المتطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة