كرم جبر

مصير حزب الله بعد اعتباره منظمة إرهابية

الأربعاء، 23 مارس 2016 10:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حزب الله يواجه مأزقا حادا فى الفترة المقبلة تتعلق بوجوده العسكرى فى سوريا


توابع قرارات الجامعة العربية وقبلها مجلس التعاون الخليجى، باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، قد تسهم فى تجفيف منابع الإرهاب وتقلم أظافره، السبب هو اتهام الحزب بأنه يجند الشباب للقيام بأعمال إرهابية فى دول الخليج، وعلى أرض الواقع من المفترض أن تتخذ الدول الخليجية إجراءات محددة، لتجميد أرصدة الشركات والأفراد المنتمين للحزب، والتضييق على نحو 360 ألف لبنانى يعملون بدول الخليج، وتصل تحويلاتهم السنوية إلى لبنان نحو 4 مليارات دولار، وأوقفت السعودية مبلغا مماثلا، كانت تدعم به قوى الأمن اللبنانية.

ومنذ أن اختطف حزب الله لبنان وفاتورة خسائر أخرى كبيرة، ويحمل هذا البلد الصغير الهادئ فوق طاقته، ويقوم بتمزيق النسيج اللبنانى الناعم، القائم على التوافق والتعايش وقبول الآخر، وصار دولة داخل الدولة، تابعا لإيران ويؤتمر بأوامرها، وأصبح حسن نصر الله الوكيل الشرعى لآية الله خامئنى، فالحزب لم ينسلخ من نشأته الأولى فى إيران، حيث كان ظهوره لمساعدة آية الله خومينى فى بداية الثمانينيات، وهو الذى قام بأعمال التصفية الجسدية ضد معارضى الخومينى، وكان يتولى تأديب المتظاهرين، وحرق دور الصحف وقمع أى حركات مناوئة.

حزب الله يواجه مأزقا حادا فى الفترة المقبلة، تتعلق بوجوده العسكرى فى سوريا، بعد أن أصبح منظمة إرهابية مثل داعش تماما، ليكون هدفا لقوات التحالف الإسلامى الذى تقوده السعودية، إذا قررت دخول الحرب البرية لحسم الموقف فى سوريا، بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار، والمعروف أن له 6 آلاف مقتل يحاربون بجانب النظام، وقوات الحرس الثورى الإيرانى، وقد تكون وجهته المقبلة إلى اليمن للانضمام إلى الحوثيين والميليشيات الإيرانية، فى محاولة يائسة لفتح جبهة جديدة، وفى كل الأحوال لن يكون مسموحا له أن يحقق آية انتصارات على الجبهتين، سواء فى سوريا أو اليمن.

تزداد الأمور تعقيدا إذا تدخلت إيران عسكريا لإنقاذ حزب الله، ومحاولة فض الكماشة التى تحاصره، وقد تتدخل إسرائيل لإنهاء وجوده فى الجنوب اللبنانى، لترتاح من الإزعاج وتؤمن حدودها، على غرار ما حدث عام 2006، عندما غزت الجنوب البنانى فع عملية «العقاب العادل»، ردا على قيام الحزب بأسر جنديين إسرائيليين، ودفع لبنان فاتورة فادحة لمغامرة حزب الله الطائشة، وهُدمت محطات المياه والكهرباء والطرق والجسور، ونزح نصف مليون لبنانى إلى مدن الشمال، وبعد الخراب والدمار، قال حسن نصر الله تصريحه الشهير: «لو علمنا أن عملية الأسر ستقود إلى هذه النتيجة، ما قمنا بها قطعا»، اعتراف أسوأ من الجريمة، فلم يكن من الشجاعة أن يهدم وطنا فى مقابل أسر جنديين.

الأيام المقبلة حبلى بما تخبئه الأطراف المتصارعة، وذكريات الماضى الأليم تعاود لبنان، وأوجاع حرب الـ15 عاما التى اندلعت عام 1975 تخيم بطلالها، فقد كانت حرب الآخرين على أرض لبنان، وراح ضحيتها 150 ألف قتيل و300 ألف جريح و25 مليار دولار.

لبنان لا يحتمل حربا ثالثة تدمر بلده وتشرد شعبه، حربا وقودها الشعب اللبنانى، ومشعلوها هم «الآخرون» و«حزب الله»، ومن الصعب أن يجود الزمن بـ«حريرى» آخر، يعيد بناء الدولة من بين الأنقاض، ويضخ عشرات المليارات من الدولارات التى أعدت بلدا خارج نطاق الحياة، إلى عهده المزدهر وحيويته المشهودة، لتغنى له فيروز «لبنان عم بيخلق جديد».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة