وقال خلال محاضرة ألقاها بالجامعة الأمريكية فى القاهرة اليوم الخميس بعنوان "الإسلام والحداثة" إن الكثير من العرب يرفضون الحداثة لأنها نشأت فى الغرب، رغم أن الحداثة ليست هى حياة الأكل واللبس والشراب والحياة اليومية، ولكن الحداثة تتآلف من قسمين، الأول الحداثة العقلانية، و التى تنطلق من أن الإنسان لديه عقل ولكنه فرد، فالمسلم جزء من المجتمع الإسلامى ولكنه يحتفظ بفردانيته.
وتابع: الأصوليون ليسوا تقليديين، وكثير من الذين تعرفت عليهم فى القاهرة فى الثمانينات كانوا طلاب علوم طبيعية حديثة ولكنهم يأخذون نصف الحداثة ويتركون النصف الآخر.
وأضاف: يمكن النظر للخصوصية الثقافية كطريق لبناء جسور بين الحضارات، ولا ننظر لهذا الأمر بشكل أيدولوجى، فتعددية الحضارات ظاهرة اجتماعية يجب أن ننظر لها عن قرب.
وأشار إلى أن الحداثة تقوم على فكرة العقلانية، وتفترض أن الإنسان كائن عقلانى، فلا يجب النظر لها إنها فكرة غربية، مضيفًا: الاحتلال الغربى للشرق فعلًا تاريخ لا ينسى ولكن هناك ايجابيات أيضًا، وأساتذتنا علمونا أن نرفض فى أوروبا الاستعمار والنازية.
وتساءل طيبى :كيف نتعامل مع الحداثة دون إغلاق العيون عن الأشياء السلبية؟ وأجاب: نحن لسنا قرودًا نقلد ما يفعله الآخرون، ولكن بإمكاننا أن نأخد منهم ما ينفعنا، يمكننا تأسيس الحضارة على أرض إسلامية.
واستكمل: تستطيع أن تتعلم من الغرب وتحتفظ بذاتيتك الحضارية، وهذا ليس تقليد بل تعلم، نحن المسلمون لنا خصوصيتنا ويجب أن تحمينا من كل ما يأتى من الغرب.
وأوضح طيبى أن معاداة الغرب هى معاداة الاستعمار، وما يجب أن نفعله هو النقد وليس المعاداة، فرفض الاستعمار لا يعنى رفض الغرب عموما كعدو تاريخى، مدللًا: وقد تجد هذا الاتجاه الإسلامى الذى يقوم على الموضة الغربية، فترى مفكرين إسلاميين ينادون بالأصالة ويستندون فى ذلك إلى نظريات غربية.
واختتم: هناك تراث إسلامى وهناك تراث إنسانى، ويمكن بناء جسور بين الاثنين، والدليل على ذلك هو موقف الفكر الإسلامى من الثقافة والفلسفة اليونانية.
موضوعات متعلقة:
- جدل بعد تبرؤ "المجمع المقدس" من رهبان الدير المنحوت.. "أقباط مصر": الكنيسة تحاول الحفاظ على أسس الرهبنة واستنزفت كل جهودها للحل.. وزاخر: لا يمكن تناول القضايا الكنسية بأدوات سياسية والموقف "تصعيدى"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة