«لقد مر دينج جينهاو من هنا»، هكذا كتب مراهق صينى يبلغ من العمر 15 سنة على واحد من أقدم النقوش فى معبد الأقصر، هذا النقش يصور الفرعون أمنحتب الثالث الذى حكم فى عام 1340 قبل الميلاد، أثار جدلا لأسباب كثيرة، منها أنه لم يتم اكتشافه إلا بعد «سنوات» عندما نشر أحد المدونين صور هذا التصرف على الفيس بوك، وحينها سارعت أسرة الصبى بالاعتذار وحدث جدل فى الصين حول الصورة السيئة التى قدمها السائح الصغير عن بلده فى العالم، وناقش الشعب الصينى على مواقع التواصل الاجتماعى «التربية» التى أدت لهذا الفعل، وتم اتهام المدرسة التى يتعلم فيها الصبى بأنها لم تؤد ما عليها، بينما كان المصريون يشاهدون ما يحدث فقط حدث هذا فى عام 2013.
وبالأمس القريب تم اكتشاف تشويه من نوع آخر، لأنه تشويه شرير المقصود به الإساءة المتعمدة لتاريخ الشعب المصرى ولدوره فى صناعة حضارته، حيث تم اكتشاف حفر لنجمتى يشتبه أنهما لنجمتى داود على إحدى البلوكات الحجرية لمدخل معبد أوزير نسمتى البطلمى بجزيرة الفنتين غرب النيل بأسوان الذى تقوم بعثة ألمانية بترميمه، وهناك أدلة تؤكد أن ذلك حدث منذ فترة.
ومن قبل هل تذكرون تشويه ذقن الملك الذهبى توت عنخ آمون الذى تم لصقه بمادة «الإيبوكسى» التى لا تصلح لهذا النوع من الترميم، ولما فسد الأمر استخدم المرممون «مشرطا حديديا» لتعديل الذقن المائل فحدثت خدوش شوهت القناع الذهبى، ولما تم كشف الأمر، بعد ثمانية أشهر على ارتكاب الجريمة، أنكرت الوزارة ثم عادت واعترفت.
ومن قبل هل تذكرون تقرير «اليونسكو» حول ترميم هرم سقارة المدرج الذى أسندت الوزارة ترميمه إلى إحدى شركات المقاولات التى لم يسبق لها العمل بترميم الآثار من قبل، كما أنها لم تقدم أية رسومات هندسية أو تصورات عن كيفية إصلاح وترميم الهرم، واتضح أن الشركة استعانت بشركة إنجليزية من الباطن لعمل مخدات هوائية تمنع سقوط الأحجار إلى داخل البير الموجود بالمقبرة الشمالية، وتمت محاولات للتعتيم الإعلامى عن هذه الكارثة.
إذن تشويه الآثار فى مصر أمر يحدث طوال الوقت، وغالبا لا نهتم به ولا يؤثر فى مسؤولينا ما يزعجهم فقط هو أن يعرف الآخرون، خاصة الإعلام بذلك، حينها نضطر أن نفعل شيئا بعد كثير من التعنت والرفض.
كان الله فى عون آثارنا يعرفها العالم ويقدرها، وهنا لا نملك إلا أن نتمنى من وزير الآثار الجديد خالد العنانى أن تكون له رؤية مختلفة عن سابقيه جميعا فى المحافظة على هذا الكنز العظيم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة