يوسف أيوب

هل أعطينا قواتنا المسلحة حقها؟

السبت، 26 مارس 2016 10:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أعطينا قواتنا المسلحة حقها؟.. فى أسبوع واحد شاهدت كيف تعمل قواتنا المسلحة بمنطق «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، فكنت ضمن من تشرفوا بالوقوف فوق الفرقاطة «فريم» بعدما أطلق عليها اسم «تحيا مصر» لمتابعة المناورة البحرية «ذات الصوارى» التى أظهرت المستوى الراقى لتدريب عناصر القوات البحرية المصرية، وقدرتها على حماية السواحل المصرية الممتدة، والدفاع عنها ضد أى تهديدات، كما أكدت مدى الجاهزية التى وصلت إليها قواتنا المسلحة والبحرية المصرية لمواجهة أى تحديات مستقبلية.

وبعدها بأربعة أيام وعلى ارتفاع قارب الـ500 متر شاهدت مع مجموعة من الإعلاميين فى جولة جوية، وعلى متن طائرة هليكوبتر بعض المشروعات التنموية التى تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، سواء فى إنشاء صوامع للغلال فى العديد من محافظات مصر، أو المشاركة فى إنشاء مشروعات الإسكان الاجتماعى بشكل يليق بالمواطن المصرى، وهى مشروعات قليلة ضمن كثير تنفذه القوات المسلحة بمختلف مدن الجمهورية من أسوان حتى الإسكندرية.

ما رأيته فى المرتين هو خير شاهد على حجم العمل الهائل الذى تقوم به قواتنا المسلحة، سواء فى الجاهزية العسكرية، أو المشاركة بمشروعات التنمية، فبعيدًا عن أى تضخيم أو تهليل أو بحث عن كلمات شكر أو ثناء، تواصل قواتنا المسلحة بناء صروح التنمية والتعمير والمشروعات القومية الكبرى فى البنية الأساسية، واستصلاح الأراضى الصحراوية، ومشروعات الإسكان الاجتماعى وصوامع الغلال، وغيرها من المشروعات المنتشرة فى ربوع الجمهورية، بشكل لا تخطئه عين، وبمعدلات إنجاز ربما لم تعهدها مصر من قبل، فما حدث فى حفر قناة السويس الثانية لم يكن الحدث الوحيد الذى دلل على قدرة المصريين على العمل فى وقت قياسى، بل كان كاشفًا عن هذه القدرة وليس منشئًا لها.

رأيت فى الحالتين الإصرار يملأ عيون الجميع.. إصرارًا على العمل مهما كانت التحديات، يعملون دون كلل أو ملل.. يعملون ويملؤهم الفخر والاعتزاز أيضًا بأنهم يقدمون شيئًا لمصر دون أن ينتظروا كلمة شكر من أحد، فهم لا يبحثون عن ذلك أبدًا، لأنهم جنود وهبوا أنفسهم لمصر، بل وهبوا أرواحهم ودماءهم لها.

حينما ترى ما تم من مشروعات تنموية على يد القوات المسلحة، وما يتم التجهيز له، لا تملك إلا أن ترفع القبعة احترامًا لهؤلاء الرجال الذين يعملون فى صمت وبلا ضجيج، وبعيدًا عن أعين وأيدى المتربصين ممن لا يهمهم أن تقف مصر على قدميها مرة أخرى، بل يحاولون عرقلة أى انطلاقة، فيروجون الشائعات التى لا تمت للحقيقة بصلة.

من رأى ليس كمن سمع، هذا ما تأكد لى بعدما رأيت بعينى مناورة «ذات الصوارى» البحرية، وبعدها جزءًا من المشروعات التنموية التى تنفذها القوات المسلحة، فقد سمعت كثيرًا عن جيشنا العظيم وبطولاته الباسلة التى سطرت تاريخا بطوليًا يفخر به الجميع، وكيف يتم إعداد جنودنا، كما سبق أن سمعت وقرأت عن الذراع التنموية لقواتنا المسلحة، لكن أن ترى على أرض الواقع، فالنتيجة مختلفة، فحينما ترى يزداد فخرك بجيش بلدك وجنوده، فهم خير أجناد الأرض مهما كره الكارهون، ومهما حاولوا النيل منهم، فالجيش المصرى قادر على البقاء مهما حدث، وسيظل مدافعًا عن مصر حتى فى أحلك الظروف.

نعم، فالجيش المصرى كله رجال يخافون الله، ولا يخشون فى الحق لومة لائم، وهم حماة مصر وحدودها على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، كما أنهم درعها الذى يواصل جهوده لاقتلاع جذور التطرف والإرهاب، ومنع عمليات التهريب إلى داخل البلاد، كما أن قواتنا المسلحة هى المشارك الأبرز والرئيسى فى عمليات دعم ركائز الأمن والاستقرار، وتحقيق المصالح القومية والعربية المشتركة.

نعم هم من نستمد منهم القوة والقدرة على العمل، فلم أرى مصريًا إلا ولديه اعتزاز بالدور الذى تقوم به القوات المسلحة فى تأمين الجبهة الداخلية، ودفع عملية التنمية الشاملة، فقواتنا المسلحة ذراع قوية تدعم جميع مؤسسات الدولة لتعظيم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة لدفع عجلة التنمية، وهم القدوة لأبنائنا وشبابنا، فعلى أيدى قواتنا المسلحة لا تستطيع أن تقول إلا جملة واحدة «أبشروا بخير كبير من الله للوطن على يد هؤلاء الرجال».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة