«نعم نستطيع» حكاية برنامج الحكومة المكرر

لن أدخل فى معارك جانبية حول: لماذا لم يذع مجلس النواب جلسة بيان الحكومة أمامه؟ فسواء أذيعت الجلسة أم لم تذع فإن الشعب لا يدرى ماذا يحدث حتى لو سألت أحدهم: هل تتابع بيان الحكومة؟ فإنه سيرد مباشرة «يعنى إيه بيان سيبونا فى أكل عيشنا»، إذن حكاية إذاعة البيان من عدمه لم تعد هى قضيتنا، القضية هى: هل بيان الحكومة مجرد أرقام وأوهام لن تتحقق، لأننا نحتاج ثورة داخل الحكومة وليس ثورة على الحكومة، لأننا شبعنا ثورات، ورغم ذلك ظلت نفس السياسات، والدليل لو قرأنا بيان الحكومه فإننا سنجده نسخة بالكربون من بيانات الحكومات السابقة من عاطف صدقى حتى الآن هو نفس الكلام مع اختلاف الأرقام.

«نعم نستطيع».. هذا هو شعار برنامج الحكومة التى حملت 7 محاور أساسية تضمنها البرنامج وعرضها رئيس الوزراء وركز خلالها على البنية التحتية والأمن القومى وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية للمواطن المصرى البسيط، لم ينس رئيس الوزراء أن يجد مبررات لفشل حكومته خلال عام، حيث قال إن حادث الطائرة الروسية كان له تداعياته السلبية خلال العام المالى الحالى.

أما بالنسبه للأرقام فخذ منها كما تشاء من البرنامج، فهو يقول إن الحكومة تعمل على تكثيف جهودها لزيادة معدلات النمو الاقتصادى فى نطاق من 5 - %6 بنهاية العام المالى 2017/2018، وخفض معدلات البطالة إلى 10 - %12 مع نهاية هذه الفترة، وإلى أقل من %9 بحلول عام 2019/2020، وخفض معدلات العجز بالموازنة إلى 9% بنهاية العام المالى 2018/2019، وفى محور العدالة الاجتماعية وخدمات المواطنين كانت حكومة المهندس شريف إسماعيل حريصة على تأكيد أنها تستهدف إعادة توزيع الدخل لصالح الفئات الأقل دخلاً والمناطق الأكثر احتياجًا، وإعادة هيكلة سياسات الدعم المبنية على قواعد بيانات متكاملة، بالإضافة إلى التزامها ببرامج تقديم الدعم النقدى المشروط وتمكين الأسرة وتطوير شبكات الأمان الاجتماعى ووضع معايير للخدمة المقدمة لذوى الاحتياجات الخاصة ومد مظلة الحماية التأمينية لأصحاب المعاشات وحماية فئة المسنين.

وعلى مستوى القطاع الصحى، تضمن برنامج الحكومة مد مظلة التأمين الصحى لتغطى أصحاب المعاشات للضمان الاجتماعى والمعاشات الضمانية الأخرى والفئات غير القادرة بإجمالى 3 ملايين أسرة، وتطوير صناعة الدواء وتطوير وإحلال 110 مستشفيات عامة ومراكز ومتخصصين واستغلال 467 مستشفى مركزيا فى 22 محافظة.

وفى قطاع التعليم الذى يعد المشكلة الكبرى التى تواجه الحكومة، تضمن برنامج الحكومة الإشارة إلى أن الحكومة، وفق برنامجها، تستهدف تقليل الكثافات بالفصول ببناء 52 ألف فصل جديد، وزيادة مخصصات بناء وصيانة المدارس فى الموازنة العامة لتصل إلى 60 مليار جنيه سنويا وتطوير منظومة التعليم الفنى والتعليم العالى والبحث العلمى.

وفى قطاع الصناعة أكد برنامج الحكومة أنها تستهدف رفع معدل نمو الصناعة إلى %8 بنهاية فترة البرنامج 2017/2018 للإسهام فى زيادة صناعة الإنتاج المحلى إلى 21% وذلك من خلال التوسع فى المجمعات الصناعية وتطوير منظومة التراخيص الصناعية وتفعيل قانون المنتج المحلى، وشمل برنامج الحكومة عرضا تفصيليا لجهود الحكومة أيضا فى قطاعات السياحة والكهرباء والنقل والاتصالات من أجل تحقيق معدلات تقدم بها، والمشروع القومى بالترقيم المكانى وإتاحة %50 من الخدمات الحكومية على بوابة الحكومة المصرية.

هذا جزء من أرقام حكومة شريف إسماعيل، ولو كانت هناك مساحة أخرى لكتبنا كل الأرقام التى قالها رئيس الوزراء الذى لم يختلف كثيرًا فى طريقة إلقاء بيانه عن رؤساء وزراء مصر سواء قبل 25 يناير 2011 وبعده، فهل اختلف الأمر؟ أعتقد أنه لم يختلف، فبيان شريف إسماعيل هو نفسه بيان عاطف صدقى أو عبيد أو أحمد نظيف، وتشابهت برامج الحكومات والفقر واحد.