الدكتور محمد حمزاوى يكتب: وداعا.. أستاذى المعلم والقدوة

رحل أستاذى الأستاذ الدكتور عز الدين الدنشارى أستاذ الأدوية والسموم بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعضو مجمع اللغة العربية والأستاذ الزائر بعدد كبير من الجامعات المصرية والعربية وأستاذ الكثير من الصيادلة ليس فى مصر فقط، ولكن فى كثير من الدول العربية من دول الخليج والمغرب العربى رحل أستاذى تاركاً وراءه سيرة ممتلئة بالخير والمحبة والانصاف، رحل أستاذى فى لمحة قصيرة وهدوء يشبه هدوء نفسه وحكمته ورجاحة عقله وبصيرته النافذة، رحل أستاذى وقد امتلأت المكتبة العربية من كتب له عن الصحة والأعشاب الطبية بل ووضع فيها أحد أهم المؤلفات عن الترجمة الموضوعية للمصطلحات الطبية، كان أستاذا بمعنى الكلمة فى انضباطه وفى مواعيده وفى خلقه فى طلاقة الوجه وفى محبته للجميع لا يخاطب أحدا إلا بكل ود واحترام وتواضع جم ولا يرد طلبا اجتماعيا ولا دعوة لحضور مناسبه لطلابه ولا يكف عن أن يدعمهم كونهم أحد طلاب الدراسات العليا حتى يترقوا لمنصب الأستاذية، ساهم الدكتور الدنشارى فى إنشاء وتأسيس العديد من كليات الصيدلة من خلال إشرافه على قسم الأدوية والسموم، تعلمت منه أن العلم لا يأتى إلا بالصبر وكان يردد أية من سورة الكهف (إنك لن تستطيع معى صبراً) الآية التى خاطب بها سيدنا الخضر عليه السلام سيدنا موسى كليم الله عليه السلام، كلماتى تلك ليس رثاء فى رحيل أستاذى ولكنها خواطر دارت بين نفسى ومثلها بين كثير من طلابه وأحبائه ومن داوموا على قراءة بريد الأهرام صبيحة كل يوم، يعزينا بفقدك أنك تركت عدد لا بأس به من التلاميذ والمحبين والمريدين لعلمك ومن العلم والمقالات والبحوث العلمية ما ينتفع به لتكون صدقة جارية لك إن شاء الله ،،،رحمة الله عليك اسكنك فسيح جناته ولأسرتك الكريمة الصبر والسلوان، أننى أدعو نفسى وجميع زملائى من تتلمذوا على يديه أن نقترح على الجهات العلمية بأن يتم تخصيص جائزه باسم الأستاذ الدكتور عز الدين الدنشارى لشباب الباحثين العاملين فى مجال الأدوية والسموم والأعشاب الطبية تخليداً لذكراه،
* مدرس الأدوية والسموم _ كلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا