الله ينتقم منه سيف الدين مصطفى الذى ورط الدولة المصرية فى واقعة اختطاف طائرة وأحرجها أمام العالم، وضاعف من عوائق عودة السياحة المصرية إلى سابق وضعها، وليته كان خاطفا ذا هدف، هو خطف الطائرة فقط، ولكنه لم يعرف ماذا يفعل بعد الاختطاف، فكانت طلباته غريبة ومتناقضة، فى البداية يريد مقابلة مسؤول بالاتحاد الأوروبى، ثم يعود ويطلب اللجوء السياسى، ثم يتراجع، ويطلب توصيل رساله لطليقته القبرصية، وعلى أية حال فإن الخسارة كبيرة بلاشك، ولكن على هامش تلك الخسارة هناك مكاسب صغيرة تعيد من جديد الثقة فى الدولة المصرية وتعاملها مع الأزمة.
- إعلان الدولة المصرية تشكيل خلية لإدارة الأزمة، وتخصيص متحدث رسمى لها، وعقد مؤتمرات صحفية فى أوقات مختلفة من الأزمة هو عنوان جديد للدولة المصرية فى إدارة حدث طارئ، لم نكن نشاهد هذا التحرك من قبل.
- حسن تصرف وزير الطيران المصرى واستخدامه عبارات الشفافية والصراحة عند لقائه بوسائل الإعلام زاد من النظرة الإيجابية لوزير مسؤول فى الأسبوع الأول من عمله، خاصة أنه تحفظ على ذكر أية معلومات دون التحقق منها، وهذا أمر إيجابى أيضا.
- خروج المتحدث باسم مجلس الوزراء باعتذار رسمى لإبراهيم سماحة الذكن كان يعتقد أنه خاطف الطائرة بعد الكشف عن هوية الخاطف الحقيقى سيف الدين مصطفى، ولك أن تعلم أن الاعتذار خرج من مجلس الوزراء، بينما الأزمة لم تكن انتهت بعد، والاعتذار يكشف أيضا عن حسن التعامل مع الموقف وتصحيح الأخطاء أولا بأول.
- اتخاذ الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية قرارا بنشر فيديو تفتيش سيف الدين مصطفى فى مطار برج العرب، للرد على أية شكوك حول عدم التفتيش والسلامة هو أيضا تصرف فى محله، وفى توقيته الصحيح، لأنه لو لم يصدر الفيديو أو تأخر لزادت التكهنات حول عدم التفتيش ولسمعنا كل الصحف العالمية تتحدث من جديد عن أزمة التأمين فى المطارات المصرية.
- تمسك كابتن الطائرة بثباته الانفعالى فى التعامل مع الأزمة داخل الطائرة وعدم مغادرتها إلا بعد نزول كلالركاب، يعكس حكمة قائد الطائرة، بل وعدم تهوره عند إعلان الخاطف حيازته حزاما ناسفا، رغم أن هذا الحزام دارت شكوك من البداية حول حقيقته، ولكن الكابتن كان تعامله الأساسى مبنيا على افتراض حقيقة الحزام الناسف، وضرورة الحفاظ على سلامة الركاب أولا.
- الإنسانيات فى أزمة الطائرة كانت ظاهرة بقوة وأثبتت المعدن الطيب للمواطن المصرى، فالمضيفة التى كانت توصل الركاب لسلم النزول من الطائرة وتودعهم ثم تعود، كان لديها مع كل مرة تودع راكبا فرصة لتترك الطائرة وتهرب، غير أنها كانت ثابتة تؤدى مهامها بكل قوة دون تهاون لتعيد النظرة من جديد حول الشخصية المصرية وقت الأزمات.
- تحرك القوات الخاصة والسفر سريعا لقبرص للمشاركة فى عملية التفاوض والتحرير وسرعة التحرك هو أمر إيجابى أيضا يزيد من اعتزازنا بمصريتنا ووطنيتنا.
أخيرا.. بلدنا تمر بأمور غريبة ولم يحدث أن تجمعت كل تلك الوقائع فى بلد واحدة أو عصر واحد، اختطاف طائرة، تفجير طائرة، وأظن رغم فجاعة اختطاف الطائرة إلا أن تلك المكاسب الصغيرة مازالت تحافظ على قليل من تشبثنا بمستقبل أفضل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة