أكرم القصاص

علموا أولادكم درس «مجدى يعقوب»

السبت، 05 مارس 2016 07:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبقرية الإنسانية وقلبها ووطنها
فى حموة الانشغال بالواغش والأرجوزات والقرداتية، كان هناك خبر كبير جدا علميا وطبيا وإنسانيا، فقد نشر العالم الكبير وجراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب بحثا فى الدورية العلمية «بيومترياليس» «Biomaterials» وترجمتها الحيوية، أعلن فيه أنه بعد 3 سنوات من الأبحاث لفريق بحثى بريطانى من خمس باحثين بقيادة الدكتور يعقوب، نجحوا فى استبدال الأنسجة القلبية وتنميتها باستخدام سقالات «الكولاجين» لإنتاج صمامات قلب وإنتاج قلب بشرى كامل وزرعوا خلايا جذعية من نخاع العظام على السقالات النانونية التى ساهمت فى تكاثر الخلايا وإنتاج صمامات قلبية بديلة للأنسجة وممكن زرعها ودمجها فى جسم الإنسان. النتائج هذه حسب ما أعلنت الجهات الطبية تنقذ ملايين المرضى فى العالم يعانون من تلف القلب، وحسب منظمة الصحة العالمية. متوقع أن يموت 23 مليون شخص فى العالم عام 2030 بسبب أمراض القلب.

البحث ثورة فى عالم الطب ونتاج جهود مستمرة لعلماء يقف على رأسهم عدد قليل جدا من الكبار أمثال الدكتور مجدى يعقوب. يبذلون جهودهم الدؤوبة لإنقاذ القلوب، لم يجد الكثير من التغطية ربما لأننا مشغولون أكثر بعكاشة ونواب التنطيط، أو خناقات الفنانة والضابط وحوادث صغيرة. طبعا هذا الإنجاز العلمى عظيم وعبقرى، لكنه يسلط الضوء على شخص وقلب وعقل عالمنا الرائع الدكتور مجدى يعقوب الذى يقف مع سنواته الواحد والثمانين وهو يواصل بكل قوته وعقله أبحاثه وأفكاره، وإنجازاته لإنقاذ مرضى القلب على مستوى العالم، ثم أن العالم وهو من هو فى العالم كله أمير للقلوب، وبدلا من أن يتقاعد ويقضى عمره فى راحة، يصر على العمل العلمى والطبى الشاق إنسانيا وعلميا فى الأبحاث للتوصل إلى قلب بديل، ولم ينس فى زحام انشغالاته أن يأتى إلى بلده ووطنه، ليقيم مركز القلب فى أسوان لإنقاذ قلوب الأطفال وغيرهم، وهو المركز الذى تحاول البيروقراطية سرقته، وهذا موضوع آخر، ثم أن الدكتور مجدى يعقوب يسافر ويتحمل متاعب السفر ليشرف على جراحات قلب لأطفال فى دول أفريقية نائية ربما لايتذكرهم أحد فى العالم.

الدكتور مجدى يعقوب نموذج كامل بعبقرية والإنجاز والإنسانية والوطنية مدرسة كاملة فى التواضع لم يحتفظ لنفسه بأسرار العلم بل حرص على نقلها إلى تلامذته ومن يستطيع. مجدى يعقوب ثروة مصرية وإنسانية، ومثل أعلى، لم يتفرغ لإطلاق تصريحات يلعن فيها تخلفنا ويقول لنا إننا فاشلون وتافهون أو يسخر من تخلفنا ويصدر أحكاما بالتخلف، لكنه شمر عن ساعديه ويواصل فى عقده التاسع عملا شاقا وعلما نافعا، لا يبخل فى تقديم المشورة لتطوير التعليم والمنظومة المتأخرة ويستحق أولادنا أن نقدم لهم درس وقصة مجدى يعقوب فى مناهجنا التعليمية ونقول لهم كونوا مثل مجدى يعقوب، قدوة بلا خطب ولا ادعاءات علموا أولادكم درس «مجدى يعقوب».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة