كريم عبد السلام

لماذا نكرهكم يا نتنياهو؟

السبت، 05 مارس 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إسرائيل بدأت حملات التشويه ضد عموم الشعب المصرى، ووسائل الإعلام ونواب البرلمان، بعد إسقاط عضوية توفيق عكاشة، والحجة أن الشعب المصرى عموما ووسائل إعلامه ونخبته خصوصا، يكرهون إسرائيل ويعادونها، وهو افتراض كاذب جملة وتفصيلا، إذا وضعناه فى جملة تقريرية غير مسببة، وكأنه حقيقة مطلقة، لأن المصريين ليسوا عنصريين أو عدائيين بطبعهم، بل هم على مدى تاريخهم ينفتحون على جميع الثقافات والشعوب، ويقبلون الغرباء والمختلفين عنهم، بل إنهم- أى المصريين كما يشهد التاريخ- يروضون الغزاة ويستوعبونهم حتى يصيروا جزءا من النسيج المصرى.

كان من الأولى على وسائل الإعلام الإسرائيلية والمسؤولين الإسرائيليين أن يطرحوا موضوع الكراهية بين الشعب المصرى ودولتهم، فى صيغة تساؤل، على غرار السؤال الشهير: لماذا يكرهوننا؟ وهو السؤال الذى طرحته الإدارة الأمريكية على مختلف مراكز الأبحاث هناك، بعد حادث 11 سبتمبر المرعب، وتفجير برجى التجارة فى مانهاتن بنيويورك، بواسطة الطائرات المدنية، كما شهدنا جميعا.

الأمريكان سألوا وبحثوا عن الأسباب التى تؤدى إلى كراهية العرب والمسلمين لهم، وأجمعت مراكز الأبحاث هناك على وجود سببين لهذه الكراهية، أولها الدعم غير المحدود الذى تقدمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإسرائيل فى عدوانها على العرب، واحتلالها أرضهم، وتشريدها للفلسطينيين، وابتلاعها كامل الأراضى الفلسطينية على مراحل متتابعة، فأصبحت واشنطن حامية للقوة الغاشمة والاحتلال والقتل والتشريد، وأسقطت فى سبيل ذلك كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، كما أفرغت القانون الدولى من مضمونه لصالح حماية ظلم وعدوان الدولة العبرية.

السبب الثانى الذى توصلت إليه مراكز الأبحاث الأمريكية فى بحثها عن إجابات للسؤال: «لماذا يكرهوننا؟ كان دعم الإدارات الأمريكية للأنظمة الشمولية المتسلطة فى البلاد العربية والإسلامية، وكذا مساعدتها على ترسيخ بنية الفساد وطبقة المنتفعين الكبار فى هذه الدول، بما يجعل عملية الإصلاح صعبة ومعقدة وتحتاج وقتا طويلا».

وإذا كان العرب والمسلمون، ومن بينهم المصريون يكرهون الولايات المتحدة بناء على انحيازها السافر للظلم والعدوان والاحتلال الإسرائيلى، فما هو المتوقع منهم تجاه إسرائيل الدولة العنصرية والمحتلة والعدوانية والظالمة، التى تحاصر شعبا كاملا وتجوعه، وتطرد الملايين من أبنائه فى أركان الأرض الأربعة؟ هل المطلوب من المصريين والعرب أن يجعلوا من تل أبيب قبلتهم السياحية والاقتصادية، وهى تقتل الفلسطينيين وتحتل أراضيهم؟

هل من المطلوب أن يبادل عموم الشعب المصرى الإسرائيليين المشاعر الدافئة، وهم يحاصرون الفلسطينيين ويتوسعون فى المستوطنات لابتلاع كامل الأراضى الفلسطينية؟ كيف يطلب الإسرائيليون من العرب والمصريين هذا الحب الشاذ المازوخى، الذى يستعذب فيه الضحايا بممارسات الجلادين الوحشية؟ أى نفوس مريضة تطلب ذلك؟

تخيلوا أن الحكومة الإسرائيلية قررت غدا أن تنسحب من كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة، لن أقول وفق حدود 1948، ولكن وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التى صدرت منذ أكثر من ثلاثين عاما، وتنص على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى حدود الرابع من يونيو 1967، مع الالتزام بقرار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والانصياع للقرارات الخاصة بحق العودة لفلسطينيى الشتات، وبالتالى حل القضية الفلسطينية حلا عادلا ونهائيا، ساعتها هل سيكره المصريون والعرب إسرائيل أو سيرفضوا التطبيع معها؟

أترك الإجابة للحكومة والسياسيين فى إسرائيل، أو حسبما يفضلون فى الدولة العبرية اليهودية!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة