وربط أغلب المشاركين فى المؤتمر مستقبل الاستثمار فى مصر بمدى قدرة الدولة على السيطرة على سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصرى، بالإضافة إلى الانتهاء من التشريعات الضريبة التى يتم مناقشتها حاليا وتعتزم الحكومة المصرية تطبيقها الفترة المقبلة خصوصا ما يتعلق بضريبة القيمة المضافة.
وفى تصويت أجرته وول ستريت بالتعاون مع المجموعة المالية هيرميس، خلال المؤتمر، حول رؤية وتوقعات المستثمرين الأجانب لسعر الجنيه المصرى أمام الدولار فى عام 2016، بمشاركة 450 مستثمرا و221 مؤسسة مالية من 14 دولة، توقع 32% من المشاركين أن يصل سعر الدولار إلى 9 جنيهات بنهاية 2016، فى حين توقع 36% أن يصل الدولار إلى 10 جنيهات، وتوقع 32% أن يصل سعر الدولار إلى 11 جنيها.
وقال كريم عوض، الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرميس، إن مصر ستظل محور نظر المستثمرين فى جميع أنحاء العالم رغم ما تتعرض له من أزمات اقتصادية، مشيرا إلى أن المستثمرين ينظرون لها على اعتبار أن أكثر مشاكلها وهى مشكلة الزيادة السكانية (كما يعتقد المصريون أنفسهم) هى أهم مميزاتها لأنها تعنى وجود سوق استهلاكى كبير جدا وهو الأكبر فى مصر والمنطقة العربية وأفرييا، بما يعنى ذلك أيضا توافر عمالة رخيصة للشركات والمصانع، وكذلك فإن مصر لديها عدد كبير من الاتفاقيات التجارية مع جميع المنظمات والتجمعات الاقتصادية فى أفريقيا والمنطقة وهو ما يعنى لأى مستثمر موجود فى مصر إمكانية وسهولة دخول كل هذه الأسواق لمجرد أنه موجود فى السوق المصرى.
وأكد الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرميس أنه بالنسبة لأزمة الدولار فإنه يجب تشجيع عمليات التصدير، وجذب استثمارات جديدة، بالإضافة إلى الاتجاه للاقتراض الخارجى للحصول على الدولار، أفضل من الاقتراض الداخلى الذى يستمر فى التسبب فى رفع التضخم وبالتالى ارتفاع أسعار السلع.
كما أكد عوض أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى المتعلقة بتخصيص 200 مليار جنيه لدعم المشروعات الصغيرة ستكون هى المحرك الأساسى للاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة إذا تم تنفيذها كما أعلن عنها الرئيس، بتوجيهها إلى المشروعات الصغيرة مباشرة والعمل على إنجاح هذه المشروعات بتقديم الدعم الفنى لأصحابها وليس مجرد تقديم التمويل لها فقط..
ولفت عوض إلى أن المجموعة المالية هيرميس بدأت بالفعل المشاركة القوية فى هذه المبادرة من خلال الاستحواذ على شركة "تنمية" المتخصصة فى تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغير، مؤكدا أن قطاع المشروعات الصغيرة هو قطاع واعد وبه فرص كبيرة للنمو، وأن تكلفة توفير فرصة عمل فى المشروعات الصغيرة ضعيفة جدا بالنسبة إلى تكلفتها فى المشروعات الكبرى، بالإضافة إلى العدد الكبير الذى تستطيع هذه المشروعات الصغيرة توفيره وبشكل مستمر نظرا لفرص النمو الكبرى بها.
وقال عوض إن السوق المصرى شهد عددا من الاندماجات والاستحواذات الكبيرة فى الفترة الماضية، مؤكدا أن أى من هذه الاستحواذات، خصوصا ما يتعلق باستحواذ شركة بلتون والمهندس نجيب ساويرس على شركة "سى آى كابيتال" العاملتين فى القطاع المالى والسمسرة والرغبة فى دمجهما معا لتكوين كيان ضخم يمكن أن تصل نسبته من السوق لحوالى 25% من عمليات السمسرة، لن يؤثر على نشاط هيرميس فى السوق، لكنه سيزيد المنافسة فى السوق ويحسن جودة الخدمات التى تقدمها الشركات للمستثمرين.
وأكد عوض أن المجموعة المالية هيرميس لديها خطط كبيرة وطموحة فى الفترة المقبلة وبدأت بالفعل فى تنفيذها وبنجاح، ووجود منافس قوى – إن وجد- سيزيد من رغبة الشركة فى النجاح والمنافسة وليس العكس.
وأوضح عوض أن دخول رجل أعمال مثل نجيب ساويرس للاستثمار فى هذا القطاع، وهو رجل له سمعته المالية والاستثمارية ولديه خبرة طويلة فى الاستثمار فى الداخل والخارج هو دليل على أن هذا القطاع به فرص حقيقية للنمو وتحقيق أرباح كبيرة فى الفترة المقبلة.
ومن جانبه قال وائل زيادة، الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرميس للتمويل، إن المستثمرين الأجانب أصبحوا ينظرون إلى الأسواق التى يريدون الدخول فيها "نظرة كلية" بمعنى أن ينظر المستثمر إلى أداء الاقتصاد الكلى فى المجمل للدولة، وأصبح لا ينظر إلى أداء القطاع الذى يستثمر فيه فقط، وذلك بسبب الأزمات الكبير التى تتعرض لها الدول حاليا فى المنطقة سواء من الناحية الاقتصادية وأسعار النفط فى الخليج أو الأحوال الأمنية فى ظل عدد من الحروب الدائرة، أو استقرار الأداء المالى للدولة وسعر الصرف بالنسبة لمصر.
وأضاف زيادة، على هامش مؤتمر الاستثمار الثانى عشر الذى تنظمه المجموعة المالية هيرميس فى دبى حاليا، أنه غير صحيح أن الأموال الأجنبية تخرج كلها دفعة واحدة من الأسواق عن حدوث أزمات اقتصادية أو سياسية، ولكن الأرقام الحقيقية تؤكد أن هناك فقط 10% من هذه الأموال تتحرك بسرعة "الأموال الساخنة" عبر الأسواق فى حالة الأزمات.
وأكد زيادة أن قدرة مصر على جذب استثمارات عربية وأجنبية جديدة خلال الفترة المقبلة يعتمد على سرعة تحسين الوضع الاقتصادى الكلى، مشيرا إلى أن المستثمر الأجنبى مشغول حاليا بالنسبة لمصر بمستقبل سعر الصرف والاستقرار المالى للدولة قبل أن يقرر دخول السوق المصرى والاستثمار فيه من عدمه.
موضوعات متعلة:
- هيرميس المصرية تتطلع لاقتحام الأسواق المبتدئة لاقتناص فرص سانحة
- "هيرميس" تستحوذ على كامل حصة القلعة بشركة «تنمية»
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة