عبد الفتاح عبد المنعم

لماذا لا يكرم وزير الداخلية ضابط «المليون دولار»؟

الأربعاء، 09 مارس 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم كنا فقدنا الأمل فى البعض منهم، نعم اعتقدنا أن ما حدث خلال الأربع سنوات الماضية سرقت أحلى ما فيهم، هم ضباط الشرطة الذين دائما ما نتهم بعضهم بالفساد والتعذيب وغيرها من التهم التى أصبحت مكررة على بعض هؤلاء الضباط، ولكن ما فعله الملازم أول محمود منصور أحد ضباط الداخلية الذى رفض رشوة مليون دولار فقد عكس موقفه مقولة أن مصر مازالت بخير رغم انهيار أشياء كثيرة بداخلنا أهمها الأخلاق، رفض الملازم أول محمود منصور الضابط المكلف بتأمين كمين كفر شكر مليون دولار رشوة عرضها عليه محام بعدما تم ضبطه وبحوزته تمثال فرعونى فى حقيبة سيارته الملاكى داخل الكمين، ليتركه يمضى دون تحرير محضر بالواقعة، واستطاع الضابط تسجيل حديث المحامى له أثناء عرض مبلغ الرشوة عليه، وقبض عليه واقتاده لمركز الشرطة.

التحقيق الرائع الذى كتبه الزميل محمد قاسم يكشف أن معدن هذا الضابط من ذهب، فكما يروى الضابط محمود منصور لـ«اليوم السابع» تفاصيل ما حدث قائلا: فى البداية كنت أقوم بأداء عملى فى كمين كفر شكر الحدودى وفوجئت بسيارة ملاكى بها شخصان، ويحاول قائدها الهروب من الكمين فقمت باستيقافه وسؤاله عن التراخيص فقال لى، إنه لا يوجد معه ترخيص السيارة، ونزل من كان يجلس بجواره من السيارة وأخبرنى أنه محام، وحاول افتعال مشادة كلامية معى، لكنى التزمت معه بضبط النفس، وفتشت السيارة، وكانت المفاجأة عندما عثرت على تمثال فرعونى يبلغ طوله نحو 60 سم بشنطة السيارة وسط كمية من البطاطين.

وأضاف الضابط، فوجئت بالمحامى يعرض علىّ رشوة مبلغ مليون دولار، حتى أتركه يمضى ومعه التمثال، وألا أحرر محضرا بالواقعة، وقال لى: «التمثال ده هيخرج بره مصر وهديك مليون أخضر»، وأنه إذا سمحت له بالذهب بالتمثال فسيتصل بأحد الأشخاص وسيحضر لى المبلغ فورا، وقمت باصطحابه معى وسجلت له حديثه بتليفونى المحمول أثناء مكالمته مع ذلك الشخص، وبعدها أمرت القوات بالقبض عليه، أخطرت العميد حسين جندية مأمور مركز كفر شكر، وسلمت التسجيل للنيابة العامة، وقال «منصور»، إنه تخرج فى كلية الشرطة دفعة 2012 ومتزوج وله 3 بنات وهن «ساندى وآيتن وجاسمين»، وأنه لن يقبل أى أموال حرام وسيظل مدافعا عن الوطن حتى آخر يوم بعمره مؤكدا: «لو تم عرض كنوز الدنيا علىّ فلن أبيع ضميرى» و«حبى لوطنى أغلى من ملايين الجنيهات والدولارات»، و«أن الشرطة ستظل الدرع الواقعى لحماية الوطن والمواطنين»، مشيرا إلى أن اللواء سعيد شلبى مدير أمن القليوبية قام بالاتصال به فور علمه بالواقعة وقدم له الشكر على موقفه، القصة كلها كانت أمام اللواء سعيد شلبى مدير أمن القليوبية الذى تلقى إخطارًا من العميد حسين جندية مأمور مركز شرطة كفر شكر، يفيد بأنه أثناء وجود الملازم أول محمود منصور الضابط المكلف بخدمة كمين طرق كفر شكر المنصورة، تمكن من ضبط محام يدعى «أشرف.م.س» 42 سنة، وبحوزته تمثال أثرى فرعونى يبلغ طوله 60 سم داخل سيارته ملاكى وبرفقة صديقه، وأثناء اصطحاب المحامى وصديقه إلى ديوان المركز عرض مبلغ مليون دولار رشوة على الضابط مقابل الإفراج عنه، وأخبره أنه كان ينوى إحضار المبلغ عبر الهاتف من القاهرة، ولكن الضابط رفض الرشوة وقبض عليهما.

انتهت القصة الرسمية التى نقلها مراسلنا من الأوراق الرسمية، ونقلتها أغلب الصحف الورقية والإلكترونية، ولكن لم أر تحركا من السيد وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار لكى يقوم بتكريم هذا الضابط الذى أعتبره شخصية العام فى وزارة الداخلية، فالبطولة ليست أن تستشهد فقط، بل البطولة أيضا أن ترفض بيع الوطن ولو بمليون دولار، وبحسبة السوق السوداء فإن المبلغ الذى رفضه الضابط البطل هو 11 مليون جنيه باعتبار أن الدولار بـ11 جنيها، فهل يستجيب وزير الداخلية لطلبى ويتم تكريم ضابط «المليون دولار؟».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة