وما زلنا فى تداعيات حادث اختطاف الطائرة، وتفاصيل حياة «سيف» الشهير بـ«صفوت»، الخاطف الذى صنع مأساة بجريمة كوميدية، وما لم يظهر وراءه هدف غامض، سيكون واحدًا من عشرات اختاروا الوصول للشهرة من باب السجن، وحتى كلامه عن أنه اختطف الطائرة ليزور أولاده وزوجته السابقة، فقد قالت طليقته إنه استغلها هى وأبناءها وأضرهم ولم يسأل عنهم، ناهيك عن أحاديث المخدرات، وتفسيرات تربط بينه وبين مؤامرات إرهابية وإدمان المخدرات، لكن تبقى الشهرة هى السبب الوحيد حتى الآن، والذى سيقوده إلى السجن من جديد.
جنون الشهرة وراء الحادث الذى يسبب خسائر، وإن كان الأمر أيضًا كشف عن بطولات صغيرة لطاقم ومضيفات الطائرة الذين أصابهم من الأضواء جانب لم يكونوا يتوقعونه أو يريدونه، لكنه عصر الكاميرات والأخبار والشائعات، ولهذا فقد طالت الأحداث أبرياء لم يكن لهم دخل فى الموضوع، ومنهم الطبيب البيطرى الذى تم نشر اسمه أولًا على أنه الخاطف، وتم النفى والاعتذار، لكن بعد أن دارت الأنباء وانتشرت، وحصل الرجل على شهرة رغمًا عنه، ثم أصبحت قصته فى حد ذاتها شأنًا إعلاميًا، وأخذ الرجل مجالًا لأن الخطأ الذى وقع معه أصبح موضوعًا جديدًا يسهم فى مساحات إضافية من الحديث والكلام والبرامج.
الأمر نفسه فى ظهور أكثر من صورة لسيدات وفتيات لم يكن لأى منهن علاقة بالخاطف، حيث سارع بعضهن كما يفعلن دائمًا بنشر صور لنساء مختلفات على أن كلًا منهن هى طليقة الرجل، ونسين أن الزواج تم منذ 30 عامًا، وأن الزمن فعل أفعاله على وجوه الناس، حيث ظهرت طليقته بصورة تختلف عن كل الصور التى سارع البعض بعرضها على شبكات التواصل.
المثير أن بعض السيدات اللائى تم نشر صورهن اعترضن على نشر الصور، واعتبرت بعض السيدات الأمر تجاوزًا إعلاميًا وأخطاء، ووجهن اللوم على الوسائل التى نشرت الصور من دون تحقق، لكن بعض السيدات وجدن فرصة، وبعد أن نفت وهاجمت ناشرى الشائعات والصور المزيفة، «احلوت» الفكرة، وتكرر ظهور الأشخاص، ليس من أجل النفى، لكن الكاميرا لها سحرها، وتجاوز الموضوع النفى للحديث والظهور، رغبة فى إطالة البقاء فى الصورة، ربما تتوفر فرصة إضافية.
ولا ننسى أن بعض المخطوفين بعد الاطمئنان سعوا لتسجيل الحدث والتقاط صور ونشرها، وهذا ليس عيبًا فى هؤلاء، ولا فى السيدات والمتصورين، لكنها طبيعة عصر الشبكات العنكبوتية، والفضائيات الثعبانية التى تصنع الأبطال والضحايا لساعة أو ساعات أو يوم، حيث تولد الأحداث وتختفى، وتنتج القليل من الحقائق، والكثير من الأكاذيب والشائعات والنميمة، بعضها تجاوز الخطف والخاطف، ليدور حول نفسه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة