هناك قطاع كبير من الناس يتعاملون مع المثقفين على أساس أنهم يعيشون فى عالمهم الافتراضى وفى أبراجهم المنعزلة عن العالم، وأنهم على المستوى التطبيقى إذا ما نزلوا للعالم الواقعى فإنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا حقيقيا ولا يستطيعون أن يدبروا أمورهم ولا أن يحلوا مشكلاتهم، ورغم خطأ هذه الرؤية فإن ما يحدث فى اتحاد كتاب مصر يكاد يؤكد هذه النظرة ويُلحق بالمثقفين هذه التهم، فالاتحاد أصبح اتحادين، والمجلس أصبح مجلسين، ولا يوجد تفاهم ولا توافق، وليس هناك سوى إلغاء الآخر والهجوم عليه.
الخطوة الأخيرة حتى الآن فى تطور مشكلات الاتحاد هى اجتماع جمعية عمومية طارئة تم عقدها يوم الجمعة الماضى، وبعد مشادات، توصلت إلى قرار بحل المجلس كاملا المشكل برئاسة علاء عبدالهادى، وتكليف 5 أعضاء برئاسة الشاعر حزين عمر بتسيير الاتحاد حتى إجراء انتخابات جديدة بعد 60 يوما، لكن هذه الجمعية لم يشارك بها أحد من الفريق الذى يمثله الدكتور علاء عبدالهادى، رئيس الاتحاد، ولا يعترفون بانعقادها.
ومن قبلها، كان الدكتور علاء عبدالهادى قد اجتمع مع فريقه وقام بتصعيد أعضاء جدد إلى مجلس الإدارة بدلا من الأعضاء الذين قدموا استقالاتهم من قبل، وقام باختيار نائب جديد للاتحاد وأمين للصندوق، وعقد هذا الاجتماع فى غرفة رئيس الاتحاد الخاصة بعد أن تم منعه من غرفة الاجتماعات، لكن الأعضاء الذين قدموا استقالاتهم لم يعترفوا بهذه التغيرات.
ومن قبل، قدم عدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، وعددهم 16 عضوًا، استقالاتهم من المجلس البالغ عدده 30 ومنهم الدكتور جمال التلاوى، نائب رئيس الاتحاد، والأمير أباظة، أمين الصندوق، وذلك اعتراضًا على الدكتور علاء عبدالهادى، رئيس الاتحاد، وعلى عدد من قراراته، وعقدوا اجتماعا حددوا فيه ميعاد جمعية عمومية طارئة لسحب الثقة من الدكتور علاء عبدالهادى.
ومن قبل، تم اختيار علاء عبدالهادى، رئيسا للاتحاد، منذ أقل من عام بعد أن رفض الكاتب محمد سلماوى الترشح مرة أخرى لرئاسة الاتحاد.
هل هناك شىء مفهوم وواضح فى هذه العلاقات المتشابكة فى إدارة هذه النقابة المعنية بالكتاب ومشكلاتهم والباحثة عن حلول، لا أعتقد ذلك، فليس لدينا سوى مشكلات وصورة سلبية عن الثقافة والمثقفين، واتهامات بالأخونة من جانب وبتضييع حقوق الأعضاء من الجانب الآخر، وغياب تام من المشاركة المجتمعية فى كم الأحداث التى وقعت فى مصر فى الفترة الأخيرة، وأصبحنا عاجزين عن توقع الخطوة المقبلة التى سينتهى إليها الأمر، لكننا ننتظر.