لقد تطوع دومونت فى مركز (ليبرتى) العلمى الأسبوع الماضى كى يرتدى هيكلا عظميا خارجيا (اكسوسكيليتون) يتم التحكم فيه عن بعد من خلال الكمبيوتر لضعضعة المفاصل وإضعاف حاستى السمع والبصر علاوة على الشعور بكل ما يحسه المسنون وذلك قبل عشرات السنين من بلوغه أرذل العمر.
يستخدم دومونت سماعات أذن لكتم الصوت وإضعاف حاسة السمع ونظارات للرؤية لا تسمح سوى بالإبصار الثانوى الضعيف كما لو كان يعانى من اعتلال أنسجة العين فيما تم تصميم مفاصل البدلة بحيث تحاكى تيبس الحركة وخشونتها لشخص يعانى من التهاب المفاصل الروماتويدى.
تزن هذه البدلة 18 كيلوجراما ما يعطى الإحساس الذى ينتاب كبار السن بعدم قدرة الجسم على تحمل وزنه.
وبذل دومونت جهدا بالغا وبدا لاهثا على جهاز رياضى للمشى فيما كانت تعرض أمامه مقاطع فيديو بعنوان "السير على الشاطئ" وزادت دقات قلبه من 81 إلى 100 فى الدقيقة الواحدة وعمد مراقبو التجربة إلى زيادة إحساسه بالألم من خلال الضغط على أزرار وروافع على لوحة تحكم مرتبطة بالكمبيوتر الذى يحمله فى حقيبة على ظهره.
وقال دومونت الذى يعمل فى مجال التصوير ويعيش فى حى بروكلين القريب من مدينة نيويورك "لا أدرى كيف يمكننى التركيز وكل ما كنت أصبو إليه هو الذهاب إلى الفراش".
وقامت مؤسسة (جينوورث) المالية للتأمين بالتعاون مع شركة (أبلايد مايندز) للهندسة والتصميم بهذه التجربة فى أحد المعارض حتى يدرك الزوار بالفعل ما يعانيه المتقدمون فى السن من مصاعب.
وسردت كانديس هامر ممثلة شركة (جينوورث) إحدى تجارب هذه البدلة قائلة إن الهدف منها هو حشد التعاطف والوعى بالتحديات التى يواجهها المسنون فى حياتهم اليومية ومنها تيبس المفاصل الذى يحول دون أن يتمكن الشخص من إحضار الأشياء من على الأرفف مثلا فضلا عن محاولة التحدث مع شخص فى مطعم يضج بحالة من الصخب فيما يكون يعانى من حالة عصبية تسمى فقدان القدرة على النطق والكلام.
* كيفية رعاية المسني
نتقول شركة (جينوورث) -التى تقدم برامج للرعاية والتأمين الطويل على الحياة- فى بيان إن هذا الإدراك قد يستحث العائلات فى نهاية المطاف على بدء مناقشات بشأن 75 مليون شخص مع هذا القطاع من هؤلاء المسنين فى الولايات المتحدة الذين يمثلون نحو ربع سكان البلاد بشأن الإنفاق على الرعاية الممتدة.
وقالت هامر "فى ثقافتنا نحن نوقر الشباب والجمال لذا فإن هذه القضية تفتح قنوات الحوار إذ أنه ليس من العار فى شىء أن تكون فى حاجة للرعاية".
غير أن هناك حدودا لما يمكن أن توفره هذه البدلة لإشعار مرتديها بتجارب كبار السن وأحاسيسهم إذ أنها لا تحاكى تماما الألم الذى يشعر به المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدى والمصاعب الخاصة بمدى القدرة على التبول أو العجز عنها ناهيك عن آثار مرض ألزهايمر وخرف الشيخوخة والكثير من مظاهر البؤس الأخرى التى تلازم المسنين.
لكن مجرد استشعار جزء من المعاناة الجسمانية لكبار السن تترتب عليه آثار دراماتيكية ليس على المتطوعين ممن يرتدون هذه البدلة فحسب بل أيضا على المحيطين بهم.
وقال روبرت ريتشاردز وكان يعمل فى مجال النشر ويبلغ الآن من العمر 74 عاما من ماديسون بنيوجيرزى إنه بدأ يفهم الآن فقط سبب بطء حركة من يشاركونه فى رياضة الجولف من المسنين الأكبر منه سنا.
وقال ريتشاردز الذى أجريت له من قبل عملية لاستبدال عظمة الفخذ ويعانى من مشاكل فى السمع ويستخدم العدسات اللاصقة "سأتحلى بمزيد من الصبر عندما يحل عليهم الدور فى ضرب كرة الجولف بعدما كنت أفكر قائلا "أليس بإمكانهم النهوض وإتمام الضربة".
وكانت ترافقه حفيدته البالغة من العمر ثمانى سنوات وتدعى ماجى ريتشاردز من ماهواه فى نيوجيرزى وقال إن الطفلة البريئة ستغير من سلوكها أيضا.
وقالت الطفلة "إنك تتصور أن كبار السن غريبو الأطوار لكنك حالما تدرك أنهم لا يرونك ولا يسمعونك. سأمنحهم مزيدا من الوقت ليفهموا ما أريد وسأقول "هل تتفضل بالحركة؟ بدلا من القول "اغرب عن طريقى".
كان باحثون فى كوريا الجنوبية قد ابتكروا خوذة تفك شفرة موجات المخ الكهربائية لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة ومرضى الشلل على الحركة تستخدم بالتكامل مع الهيكل العظمى الصناعى الخارجى ويقيس الجهاز موجات المخ ويفك شفرتها ويحولها إلى أوامر للتحكم فى الحركة.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. بدلة ذكية تزود مستخدمها بشعور كبار السن للإحساس بمعاناتهم
- بالفيديو.. بدلة ذكية جديدة تساعد المصابين بالشلل على السير مرة أخرى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة