دروس الغزاة ورؤوس الغزو
الصور المزيفة كانت حاسمة فى غزو العراق، فى 9 إبريل 2003، مليونا قتيل وأكثر من 500 مليار دولار وما لا يقدر من الآثار. لم تكن هناك أسلحة دمار ولم تقم ديمقراطية، زعماء الحرب حملوا المسؤولية لعراقيين «ساعدونا فى غزو بلادهم»، درس آخر بقى بعد 13 عاما على الغزو.
قبل مغادرته البيت الأبيض أقر الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش لقناة الـ«إى. بى. سى» أنه اعتمد على معلومات استخباراتية خاطئة لشن الحرب على العراق.. وذلك أشد ما يؤسفه خلال رئاسته. شريكه تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى السابق، قال لـ«سى. إن. إن» عام 2015 المعلومات الاستخبارية التى تلقيناها كانت خاطئة. أعتذر عن خطئنا فى فهم ما بعد الإطاحة بالنظام.. وأجد صعوبة فى الاعتذار عن الإطاحة بصدام.. وأقر بلير أن غزو العراق ربما ساهم فى ظهور تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق.
كولن باول وزير الخارجية الأمريكى أثناء الغزو ألقى خطابا فى 5 فبراير 2003 أعلن فيه ما قال إنه صور وأدلة على امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل ووصف الخطاب أنه «سيئ السمعة» باول قال فى مذكراته «دروس فى القيادة والحياة» 2012، إن الأدلة كانت مزورة واعتبر خطابه عارا يلاحقه مدى الحياة.
زعماء الغزو وهم يعترفون بزيف الأدلة، قالوا إنهم وقعوا ضحية العراقيين المنشقين، وعلى رأسهم أحمد الجلبى رئيس المؤتمر الوطنى العراقى الذى أقنع أمريكا بغزو بلاده.
أحمد الجلبى توفى فى نوفمبر 2015. يومها كتب سويل تشان فى نيويورك تايمز أنه كان أكثر العراقيين تأثيرا بقرار الرئيس بوش بغزو العراق، ومعه شبكة واسعة من العراقيين، وأن المؤتمر الوطنى بقيادة الجلبى تلقى أكثر من 100 مليون دولار من «سى. أى. إيه». دونالد رامسفيلد قال إنهم دفعوا 200 مليون دولار لعراقيين سهلوا الغزو.
زعماء الحرب، بوش وبلير، رامسفيلد وتشينى، علقوا الفوضى، برقاب المنشقين العراقيين الذين حرضوا وساعدوا على غزو بلادهم. وعددت نيويورك تايمز أسماء المنشقين الذى ساهموا فى غزو العراق بالمعلومات الخاطئة، مع أحمد الجلبى، وقالوا إن هدفهم بناء الديمقراطية. واكتشف الأمريكيون أنهم عقدوا صفقات وبنوا ميليشيات، وسرقوا ثروات بلادهم.
تصف نيويورك تايمز، وهى من بين الصحف والقنوات التى سوقت الجلبى وأدلته ومؤتمره، تصف الجلبى أنه تجسيد لكل الإخفاقات والمصائب والكذب. وتعلن كيف أصبح وزملاؤه عملاء السى أى إيه، يحظون باحتقار بالداخل والخارج، لأنهم ساعدوا فى غزو بلادهم بأدلة مزورة.
المنشقون عادوا للعراق اختفى بعضهم أو هرب أو اغتيل وبقى عارهم قائما. الدرس الثانى بجانب الصور المزيفة الأبطال المزيفون، يتم تسويقهم كرسل حرية، بينما هم مجرد رؤوس غزو. وكانوا عملاء دمار شامل أخطر من أسلحة الدمار.