تامر عبدالمنعم

حدثنى عن أهداف الثورة اللى قلبتوا بيها نافوخنا

الإثنين، 11 أبريل 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل من هب ودب تجده يخرج ماقتًا على الحياة واللى عايشينها، ويأخذ فى صب لعناته على النظام واللى جابوه، وينتقد السياسات ويسخر من الحكومة تحت شعار لذيذ أوى اسمه «أهداف الثورة»، حتى من ينزل انتخابات مركز شباب أو اتحاد طلبة تجده يعد ناخبيه بتحقيق أهداف الثورة التى لم تتحقق إلى الآن! طب يا عم الحاج هى ما تحققتش ليه وإزاى!! تجد ابتسامة عريضة ساخرة تحمل فى طيها المرارة والعمق الإنسانى الفريد دون رد! طب خد أما أقولك هى إيه أهداف الثورة أساسًا وحياة والديك!؟ يرد صاحبنا باقتضاب أنت أكيد فلول أو حرامى أو مستفيد من النظام البائد! وهوب يخش عليك بالطقم الشهير الذى يضم مرضى فيروس سى، والتعليم المتدنى، وتقسيم موارد الدولة والفقر الذى دمر كل حدود العدالة الاجتماعية والعيش وحق الفرد فى الحرية والمعتقلين وقبضة الدولة البوليسية وحق التظاهر طبعا ده أساسى! وإذا طولت معاه أوى يخش عليك بأن الثورة الفرنسية استمرت عشر سنوات، والثورة البلشفية، وتجربة ماليزيا، وأسطورة مهاتير محمد، وأن مصر ستصبح تركيا، وأن قناة السويس ستُدِر أضعاف دخلها.. إلخ، من خرافات الهواة وأنصاف المتعلمين. 

حلقة مفرغة ندور فيها لنا أكثر من خمس سنوات والنتيجة صفر بلا إنجاز واحد يذكر ورغى فى الإعلام، وهرى فى الصحف، وكلام فى كلام فى كلام! 

دعونا نقوم بتحليل سريع لأهداف الثورة، ونكتشف هل تحققت أم لا من خلال أمثلة بسيطة:
اندلعت الثورة تطالب بالعيش والحريّة والعدالة الاجتماعية وإقالة وزير الداخلية ووقف عملية التوريث- كما أشيع وقتها من أكاذيب- والحق لله أن العيش تحقق، حيث استرزق كل عاطل من تلك الثورة وأصبح له صوت، بل ومنهم من دخل البرلمان، ومنهم من ترشح للرئاسة، ومنهم من كتب عامودا وقدم برنامجا! بينما الحالة العامة للوطن جعلت من الشريف الذى يبحث عن قوت يومه أن يصبح عاطلًا بلا عيش، نتيجة الفوضى، وانهيار الاقتصاد، والسياحة، وغيره.

الحرية.. تجلت فى معناها الجديد والذى قدمه المصرى للعالم كنموذج فريد، حيث أصبح لسائق التوك توك سلطان على الداخلية، وأصبحت موقعة محمد محمود الشهيرة حقا أصيلا للمتظاهرين فى مواجهة وزارة الداخلية! و«أمن الدولة» تم اقتحامها! وساحات الفضائيات باتت مرتعًا لدومة وغيره أن يسب القوات المسلحة ويعترف باختطاف الضباط! والمسجون علاء عبدالفتاح يكتب رسائله التى تنشر على صفحات الجرائد من خلف القضبان ويحرض على الدولة!! وإعلامى شهير ينتقد رئيس الدولة على الهواء، وآخر يحرض على الداخلية دون عقاب، ومتظاهر أشعل النيران فى مدرعة يصبح الآن عضوًا بمجلس نواب! أضف إلى ذلك عدد القنوات الدينية التى كانت تحرض على القتل، هذا فضلا عن حصار المحكمة الدستورية والمدينة الإعلامية!! بالذمة فيه حرية أكتر من كده يا جدعان؟!

العدالة الاجتماعية.. ماذا تريد أكثر من أن مسجونا يتولى رئاسة مصر!؟ مجرمون وقتلة يصبحون كبار موظفى رئاسة الجمهورية!! كفاءات إما سافرت، أو سجنت، أو جلست بالبيوت ليأتى الهواة وأنصاف المتعلمين بالمناصب والوزارات!! أبطال 6 إبريل وكفاية أصبحوا من رواد الفورسيزون وركبوا العربات الفاخرة!! 25 يناير أصبحت أهم وأكثر حصانة من الدولة المصرية ذاتها!! قتلة السادات فى احتفال أكتوبر وصناع النصر فى السجون!! رفع الحد الأدنى من الأجور على الرغم من عدم تحمل ميزانية الدولة لذلك- ناهيك عن أن الأسعار ارتفعت بجنون فى المقابل- أصبحت رخصة الأحزاب أسهل من رخصة العربية والنصف نقل، كل واحد عمل حزب وجمعية وحركة وعبيله واديله!! هااا؟! عدالة اجتماعية دى ولا لأ يا متعلمين؟!

أضف إلى ذلك أن شعار الشعب يريد إسقاط النظام تحقق بالفعل ليس فقط مع تنحى مبارك والدفع به وبنظامه إلى السجون، وإنما النظام بمفهومه كنظام قد سقط بالفعل وحل محله الفوضى العارمة!!
إلى كل من ينادى ويتشدق بتحقيق مطالب الثورة وأهدافها اتق الله فينا وفى الوطن وكف عن العبث، ودع الحكم للحاكم، ودع الخلق للخالق ومن الآخر وبالبلدى: إدى العيش لخبازه، لأننا بصراحة مش مستحملين أمثالك ولا أحلامك اللى احترت فيها هل هى لتحقيق مجد شخصى أم هى لتحقيق مخطط جديد، انتهى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة