أكرم القصاص

«بنما ويكيليكس» وما يستجد

الخميس، 14 أبريل 2016 07:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسريبات مضادة للتسريبات



أكبر تجسيد لحروب المعلومات ما يجرى الآن فى العالم من تسريبات ووثائق، وأوراق أصلية ومضادة. وهى حروب لا تتوقف فقط على ما كانت أجهزة الاستخبارات تتداوله، لكنها تمتد إلى صراعات الشركات وحروب المنافسة الصناعية، واختراق الأسواق.

ومع أن الحديث عن عصر المعلومات لم يكن مفاجئا فقد تم الإعلان عنه من عقود لكنه يبدو صادما. وكلما ظهر ما يبدو أنه النهاية، تظهر بدايات أخرى. وأحيانا يصعب التفرقة بين ما هو حقيقى، وما يدخل فى إطار التفاعلات والصراعات.

وآخر مثال هو التسريبات والوثائق التى خرجت مؤخرا من بنما، ونافست «ويكيليكس»، لدرجة أن مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج أشهر نشطاء التسريبات، اتهم من يقفون وراء وثائق بنما بأنهم يعملون بدفع من أجهزة أمريكية.

بينما ويكيليكس نفسها لم تنج منذ ظهورها من اتهامات بالعمل لصالح أجهزة استخبارات، بالرغم من حصولها على جوائز وإثارتها الاهتمامات.

نفس الأمر فيما يخص تسريبات المكالمات الشهيرة التى قام بها الأمريكى الهارب، إدوارد سنودن الذى كشف عن تجسس أمريكا على مكالمات حلفائها وأعدائها ومنهم زعماء أوروبا.

أحدث مواليد التسريبات وثائق بنما، لم تخل من اتهامات من قبل روسيا بأنها موجهة ضد الرئيس الروسى حيث ورد اسم أحد أصدقائه الذى أثرى بشدة، وقالت روسيا إنه تم إخفاء اسماء أمريكيين.

لكن واضح أن القضية ليس لها حدود. حيث نشرت صحيفة دويتشى زايتونج الألمانية أن عناصر أجهزة استخبارات عدة بينها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» استعانوا بخدمات مكتب المحاماة البنمى موساك فونسيكا محور فضيحة «الوثائق» بهدف إخفاء أنشطتهم.

وقالت الصحيفة الألمانية إن عملاء مخابرات فتحوا شركات وهمية لإخفاء عملياتهم وبينهم وسطاء مقربون من «سى آى إيه».

كما أنه من بين زبائن مكتب المحاماة البنمى عدد من أطراف فضيحة إيران ـ كونترا التى تتعلق بتسهيل مسؤولين أمريكيين لعمليات بيع سرية لأسلحة لإيران فى ثمانينيات القرن الماضى بهدف الإفراج عن رهائن أمريكيين ومساعدة متمردى الكونترا فى نيكاراجوا.

وقالت إن مسؤولين حاليين أو سابقين رفيعى المستوى فى أجهزة مخابرات من بين زبائن المكتب البنمى.

القصة تقول إن حروب التسريبات والمعلومات ليس لها حدود، وهو ما يدخل ضمن ما توقعه الفين توفلر قبل عقدين فيما أسماه تحول السلطة، وهو ما يعنى أن الأساليب القديمة فى التعامل مع ما يجرى لم تعد صالحة. بعد أن أصبحت هناك حرب للتسريبات، تواجهها حروب أخرى لن تتوقف.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة