عقيدة القوات المسلحة هى الحفاظ على كل حبة رمال، وجيش مصر وطنى وشريف، وينتمى له رئيس الدولة، والجيش لم يتآمر على أحد ولم يخن أحدا، وأراد الرئيس فى حديثه لممثلى الشعب المصرى أمس، أن يقول لكل المصريين: اطمئنوا أنتم فى أيد أمينة، وأن يُسكت الأصوات المشبوهة التى حاولت أن تلعب على المشاعر، وتلهب الحماس بضخ شائعات كاذبة وأقوال مضللة، بهدف شق النسيج الوطنى القوى، الذى تصدى للمؤامرات والمحن، واستطاع أن يخرج بالبلاد إلى بر الأمان.
المؤامرات لن تتوقف وستزداد شراسة فى المستقبل، وكلما خرجت البلاد من أزمة، تصدرت أزمات لقوى التهييج والتحريض والمتربصين بالبلاد، فهم لا يجيدون العمل ولا صناعة الأمل، بل الهدم والتكدير وإشاعة اليأس والإحباط، حتى تظل لهم قضية يزايدون عليها ويتاجرون بها، وحتى تظل القضايا فوق صفيح ساخن، وينشغل الناس فى الشائعات والضجيج، ولكن الحمد لله تتحطم كل هذه المحاولات على صخرة الثقة الكبيرة فى الرئيس والجيش ومؤسسات الدولة، وكلما زادت عزلة قوى الشر زادت شراستهم، وبحثوا عن موضوعات جديدة يعبثون فيها.
هذا الجدل مصيره إلى زوال، بشرط أن تخلص النوايا لوجه الله والوطن، بعيدا عن أجندات التشويه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الضجة الكاذبة بشأن الجزيرتين، ولا يعنينى إلا أن تدخل اتفاقات زيارة خادم الحرمين لمصر حيز التنفيذ، والكرة الآن فى ملعب مجلس النواب، للموافقة على الاتفاقات الموقعة مع السعودية، فنحن فى سباق مع الزمن، ولا يجب أن تضيع دقيقة واحدة فى الجدل والصخب والضجيج، ويهمنى بالدرجة الأولى سيناء الحبيبة، التى ينتظرها خير كثير ومشروعات عملاقة، لتقول وداعا للإرهاب والعصابات الإجرامية، وتفتح ذراعيها للخضرة والحياة، وتجرى فى وديانها مياه النيل، لتحل محل بحور الدماء، إنها أجمل بقعة فى مصر، أجواؤها أوروبية وشواطئها الرائعة تفوق الساحل الشمالى، وفى أراضيها كنوز وخيرات يمكن أن تغير شكل الحياة فى مصر.
جسر الملك سلمان لن يفسد السياحة فى شرم الشيخ، بل يحمل إليها آلاف السائحين من السعودية ودول الخليج، من خلال رحلات بالسيارات والأتوبيسات، بعيدا عن أوجاع الطيران التى ترتبت على حادث الطائرة الروسية، وهذا معناه أن تفتح عشرات المنتجعات المغلقة أبوابها، وتعود العمالة التى تم تسريحها وتدب الحياة فى خليج نعمة المتعطش للزائرين، وتدور عجلة الاستثمار من جديد، السياحة العربية هى مستقبل المدينة، سائحون مثلنا وثقافتنا واحدة ولغتنا واحدة وعاداتنا وتقاليدنا مشتركة، وزيادة الخير خيرين إذا عادت السياحة الأجنبية للمدينة، فنحن المستفيدون من كل سائح تستضيفه بلادنا.
جيشنا العظيم قرر أن يحرر سيناء من بقايا الإرهاب، ومن سنوات العزلة والإهمال، وينفذ فى صمت مشروعات عملاقة سوف تجعل سيناء بإذن الله جزيرة الخير، الذى تهب بشائره على مصر، وميزة الدولة أنها لا تقدم وعودا ولا تعلن عن مشروعاتها، إلا بعد أن تصبح حقيقة، يشاهدها الناس بأعينهم ويلمسون نتائجها، وهذا أفضل أسلوب لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين، الثقة المبنية على إحساس الناس برئيس يحوز حب الناس، ويتحدث لغتهم ويشعر بهم ويعبر عنهم، ويتحمل فوق طاقته، حتى تنهض البلاد وتعلو هامتها وقامتها، وتسترد مكانتها التى تستحقها، المهم أن نطفئ الشموع السوداء، ونشعل شموع الأمل ونوقظ فى الناس روح التفاؤل، وأن يثقوا إن بكره بإذن الله أحسن من انهارده، وإن ذكريات الأيام السوداء ذهبت دون رجعة، وإن مصر التى نحبها ونفديها بأرواحنا قادمة، ولها المستقبل ولشعبها فرص الحياة الكريمة التى يستحقها.