"إتلم المتعوس على خايب الرجا!" فى فرصة عظيمة وافتعال لأزمة واهية ظنوا أنها قد تكون متنفساً لصدورهم التى قد احترقت غلاً.
فسرعان ما تحالفت دوائر الخيبة والفشل لتعلن مجدداً عن استرجاع الأمل الضائع والحنين المضنى فى العودة للميدان وأيامه الحلوة اللى عايشين على ذكراها ومنافعها وخيراتها حتى الآن.
عندما سمعت وقرأت عن تلك الدعوات استغرقت فى حالة من التأمل لعلى أجد أى منطق فى هذا الفكر أو بعضه، فلم أخرج بأى نتيجة سوى الأغراض والخصومات الشخصية بين هؤلاء المتحدين معاً وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومصر كلها فى ظل حكمه.
حيث إن كل المعارضين و المعترضين يتخذون من المعارضة منهجاً وأسلوب حياة على الفاضية والمليانة وبسبب وبغير سبب، فلم تستوقفنى يوماً أى حيادية فى ردود أفعال طائفة الثوريين تجاه أى إنجاز قد تحقق ولا ينكره إلا جاحد أو حاقد، لكن بكل أسف لم تخرج من أفواههم سوى الانتقادات فقط، وكأنهم لا يسمعون إلا ما يريدون سماعه ولا يرون إلا بعينٍ واحدة لا ترى إلا السلبيات أما الإيجابيات فتمر عليهم دون أدنى انتباه أو تعليق.
وتلك الصفات لا تنطبق إلا على الأعداء كما ذكر المثل الشعبى الشهير "حبيبك يبلعلك الظلط وعدوك يتمنالك الغلط" وحتى إن لم يكن خطأ، فمجرد احتمالية كونه خطأ تجد دوائر المختلفين مع الدولة والمستبعدين شعبياً والمختلفين سياسياً مع بعضهم البعض يتحولون بين لحظة وضحاها إلى أصدقاء وحبايب وتتشابك أيديهم جميعاً فى حنين مضنى للعودة إلى الميدان.
والذى إن تحققت لهم هذه الأمنية وهذا ما لن يحدث أبداً، سرعان ما ستعود ريما إلى عادتها القديمة وتفترق الأيادى المتشابكة ويطفو الخلاف الجذرى بين كلٍ منهم على السطح، ويكشف الجميع عن وجهه القبيح من جديد.
هيهات أيها الحمقى المشتاقين على اختلاف توجهاتكم وأغراضكم التى أعلم ويعلم جميع المصريين جيداً أنها شخصية بحتة وأبعد ما يكون عن مصلحة الوطن، هذا الذى تتلاعبون باسمه وبه تتاجرون فى أحقر وأرخص تجارة على وجه الأرض.
جمعة (استرداد الأرض) وتفاصيل المجلس الانتقالى وأسماء بعينها تم تداولها على مواقع الوهم الاجتماعى، حيث إن حلم الجمعة فى الميدان لا يفارق خيال هؤلاء الواهمين أبداً.
أقول لهم جميعاً عندما تستفيقون من الحلم ستجدون أنكم تغردون خارج السرب بنشاذ غير مسبوق، و لن تتعدى دعواتكم حدود الحلم البعيد.
فلن تكون هناك ثورة إلا بإجماع شعبى وتأييد ومباركة من المصريين، إذا كان هناك ما يدعو لذلك، مثلما ثاروا جميعاً لخلع الإخوان الخونة ومن قبلها لإسقاط نظام مبارك، وكفى فقد تعلمها المصريون جيداً واستوعبوا الدرس بكل إيجابياته وسلبياته وغربلوا جميع الخونة والأفاقين والمنتفعين ليقفوا بأنفسهم ودون أوصياء أو وكلاء على الحقيقة التى باتت أوضح كثيراً من ذى قبل .
لا أرانا الله وجوهكم القبيحة من جديد ولا أرانا فى مصر مكروهاً أبداً.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة