هل يتحكم السوشيال ميديا فى آرائنا.. نعم .. نكتب للسوشيال ميديا، وننافق من أجل السوشيال ميديا.. ونضحك فى وجه البعض ونخاصم البعض من أجل السوشيال ميديا.. صحافتنا أغلبها تتلقى معلوماتها من السوشيال ميديا، مواقع التواصل باتت أهم من المصدر الصحفى.. أهم من أى بوابة معلوماتية للأخبار والقضايا .. إن لم ينشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعى فلا قيمة للخبر بالأساس.. ويا حبذا لو كان الخبر مقرونا بمزيد من الشير واللايك.
فى قضية تيران وصنافير ، كانت السوشيال ميديا هى الحاكم والمسيطر والمؤثر، وهو حسن، ولكن فى الوقت ذاته خطير وضار .. لماذا؟، بكل هدوء، جانب مهم فى زيادة الوعى تلعبه مواقع التواصل، ولكن جانب أكبر من التضليل والكذب، كل مواطن كان ينشر خريطة لمصر تضم الجزيرتين، وفى المقابل، آخر ينشر خريطة لا تضم الجزيرتين، كل فريق يتمسك بوجهة نظر، «هى مصرية لا هى سعودية»، البعض ينشر أوراقا لاتفاقية 1906 ويؤكد أن الجزيرتين تتبعان مصر فيها، فرد البعض بأن اتفاقية 1906 كانت للتقسيم البرى لا البحرى، والأخطر أن السوشيال ميديا حاليا يتداول وثائق من مكتبة برلين للناشط تقادم الخطيب عن أن الجزيرتين مصريتان، وبالمناسبة جهد مشكور له فهو مواطن مصرى يحافظ على حق بلده، ولكن ما أريد مناقشته هو أن الحق ليس فقط بخرائط ولكن بصحة تلك الخرائط وبحجيتها من الأوراق، وهنا أستدعى مثالا، صاحبه الدكتور مفيد شهاب أحد أهم أعضاء لجنة استرداد طابا فى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى فى المحاكم الدولية فى الثمانينيات.
يقول الدكتور مفيد شهاب أن فى خلال المفاوضات ، اكتشفوا ان الجانب الاسرائيلي يقدم للمحكمة خريطة موثقة من هيئة المساحة المصرية لا تضم أرض طابا فى حدود مصر، وكان الأمر بمثابة ضربة قوية للوفد المصرى، فبحث الجانب المصرى فى كل الأوراق القديمة والاتفاقيات والمستندات التاريخية، حتى أثبتوا أن تلك الخريطة غير صحيحة رغم أنها صادرة من هيئة المساحة المصرية، أنا هنا لا أشكك والله فى أى خريطة، ولكن ما أريده أن يتحدث كل صاحب علم فى قضيته، لا تكون قضية الحدود مثل طريقة عمل السبانخ، يتحدث فيها من يشاء فى أى وقت شاء، لأن ترسيم الحدود قضية صعبة وعلمية تحكمها قواعد لا يعرفها مواطن مثلى.
لماذا أكرر هذا الحديث! لأن هذه الفترة بعد إعلان ترسيم الحدود هى فترة مرتبكة من جانب الدولة والشعب، لأن الحدود تمثل لنا دائما خطرا تاريخيا ودائما أى حديث أو قرار بشأنها ليس قرار قيادة منفردا ولكنه قرار شعب ومصير شعب، إضافة إلى أن هذه البلبلة وصلت بنا إلى تناقضات لم نشهدها من قبل، فالسيساوية ينشرون تويتات عمرو حمزاوى وشباب ثورة يناير يؤيدون الفلول بشأن رفض مبارك التنازل عن الجزيرتين والإخوان يرحبون ببيان أحمد شفيق وفيديو عبد الناصر.
إلى القارئ العزيز ، تلقى كما تشاء من السوشيال ميديا، لكن لا تجعلها دائما المقياس فى حكمك على أى قضية واعلم أن أفضل مكسب فى قضية تيران وصنافير، هو الغضب المرغوب لقطاع من الشعب، شعر بالقلق على أرضه لمجرد أنه شك أن الحكاية فيها «إنّ»، وأن القضية ليست فقط ترسيم أو إعادة الحق لأصحابه، هذا الشعب هو مصدر الفخر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة