ناجح إبراهيم

الملك سلمان.. كيف تكونت عقيدته السياسية؟

الجمعة، 15 أبريل 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل حاكم عقيدة سياسية يحكم ويسوس بها مجتمعه ويتعامل بها مع محيطه الإقليمى والدولى ويحيد بها خصومه أو يحاربهم أو يسالمهم، وهذه العقيدة لا تنبت من فراغ ولا تختمر فى عقل الملك أو الرئيس إلا عبر سنوات طويلة وعلوم متشعبة وتجارب عديدة ونجاحات وإخفاقات عاشها أو عايشها أو تفاعل معها عن قرب.وكلما كان حظ الحاكم وفيراً من العلوم والتجارب السياسية والخبرات وعمقها وقبوله لتطوير عقله وملكاته كلما كانت عقيدته السياسية أقرب إلى النجاح والصواب. وكلما كانت كل هذه الحظوظ قليلة لجأ لنظرية التجربة والخطأ وهى أفشل نظرية دمرت الدول والممالك والإمبراطوريات.

ورغم وجود المؤسسات فى كل الدول إلا أن العقيدة السياسية للحاكم تلعب دورا كبيرا فى صناعة القرار فى الدولة.وقد كتب البعض عن عقيدة أوباما السياسية ولخصها بعضهم فيما يلى:

أولا: حقن دماء الجيش الأمريكى وسحبه من أفغانستان والعراق ورفض الزج به فى الصراعات الدولية
.ثانيا: الشعور بأن الشرق الأوسط لا فائدة منه ولا جدوى كثيرة من ورائه، ولذلك ترك أوباما الشرق الأوسط يضرب بعضه بعضا ويدمر بعضه بعضاً، وذهب إلى آسيا التى رآها واعدة.
ثالثا: دعم الاقتصاد الأمريكى الذى كاد أن ينهار بمغامرات بوش الابن الحربية، أما عقيدة عبد الناصر والسادات ومبارك السياسية، فقد تحدث عنها الكثيرون.

ولكن ماذا عن عقيدة الملك سلمان السياسية، أرى أنها تكونت كالآتى:


يتميز الملك بوضوح العقيدة السياسية التى ظهرت سريعاً، ولعل الظروف الصعبة التى واكبت صعوده لسدة الحكم هى التى ساعدت على تدشينها، فقد رأى وطنه منذ محاصراً من كل الجهات بالمد الإيرانى، ورأى ما لم يره أى ملك سعودى.فقد رأى الحوثيين قد استولوا تماماً على اليمن،وبلغ استهتارهم بالسعودية قيامهم بهجمات عليها، وتحولهم عن المذهب الزيدى الذى عاشوا فيه قروناً إلى المذهب الاثنا عشرى، وتغيير اسمهم إلي"أنصار الله"ليكونوا نسخة من حزب الله فى كل شيء رغم أن اليمن تختلف عن لبنان ،ورأى إيران تلتهم لبنان وسوريا والعراق،وتحيط ببلاده مع خطط غربية لتقسيم السعودية إلى خمس دول بعد أن تم عملياً تقسيم سوريا والعراق.

لقد وجد أن البقية الباقية من أمة العرب ستسقط، لقد عاش نفس اللحظة العصيبة التى عاشها الملك فهد حينما رأى جيوش صدام تجتاح الكويت فلم يتردد لحظة باستدعاء جيوش العالم لرده، ولكن موقف الملك سلمان أصعب إذ رأى انصراف الجميع عنه ولابد له من أن يحارب بنفسه لاستعادة الفناء الداخلى لوطنه ويحمى أمنه القومى من العبث فإذا بالملك العجوز يتخذ أخطر القرارات ويكرر ما فعله الملك فيصل حينما منع البترول عن الغرب أيام حرب أكتوبر.

لقد جاء الملك سلمان وهو يرى سقوط بغداد حاضرة العباسيين فى أيدى الميلشيات ودمشق حاضرة الأمويين كلقمة سائغة لإيران،وما فعله المالكى بالعراق والحشد الشعبى، ورأى أن الأمن القومى السعودى على المحك، والأمن القومى العربى قد ضاع.

لم يتصور أحد أن يجرؤ الملك الجديد على الحرب سريعاً ويحاول الحفاظ على تماسك العرب مجدداً، ويغير شكل الوضع السياسى والعسكرى فى اليمن سريعاً.

أما زيارته للأزهر فهى رمز لإعادة الاعتبار لأعظم مؤسسة إسلامية وسطية وإشارة إلى أن دعوة الأزهر ووسطيته أنفع من وجهة نظره من دعوة الوهابية وأفكارها التى تعانى شيئاً من الانغلاق والجمود والتشدد الفقهى وضعف الانفتاح على العالم وقد لا تصلح إلا فى أوساط ليست فيها تعددية عرقية أو مذهبية أو دينية.

ومن عقيدة الملك السياسية أن التحالف المصرى السعودى هو حجر الزاوية فى بناء العالم العربى مجدداً وإعادة بناء دولة وكان يتم بالتحالف مع الشام، فلما ضاعت سوريا فلا مناص من دخول تركيا فى التحالف بديلاً عن سوريا، وأن الخلاف المصرى التركى هو خلاف عارض ينبغى حله لمصلحة الجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة