وحذر خبراء من أن موجة الجفاف التى تشهدها إثيوبيا سيكون لها تأثيرات على مصر، لذلك لابد من الاستعداد لها، يؤكد الخبراء فى هذا الشأن أن التأثيرات الخطيرة لمشكلة الجفاف على تدفق المياه فى النيل الأزرق بدأت تظهر بالفعل، فبعض سدود إثيوبيا، ومنها سد «جيبا» على هذا النهر خفضت إنتاجها الكهربائى إلى %10 من طاقتها الإجمالية، يولد الآن 500 ميجا وات فقط بدلاً من 1870 ميجا وات.
كما أن بحيرات التخزين فى سدود أخرى مثل «ديرى وليجندارى» لم تمتلئ خلال الموسم المطرى الماضى، ما يشكل خطراً على إمداد العاصمة أديس أبابا بالمياه.
من جانبه قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الرى الأسبق، إنه عندما يحدث جفاف ينخفض معدل تدفق الأنهار الثلاثة «النيل الأزرق والسوباط وعطبرة» التى تنبع من الهضبة الإثيوبية والذين يمثلون مجتمعين حوالى %85 من تدفق نهر النيل الوارد إلى مصر، سوف يؤدى ذلك إلى سلسلة من السنوات التى تشهد فيضانات منخفضة، مما سوف يؤثر تأثيراً بالغاً على مخزون السد العالى المائى، وبالتالى على قدرته فى توليد الكهرباء، وتأمين حصة مصر المائية التى تبلغ 55.5 مليار متر مكعب فى العام.
وأضاف علام، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن هذه الآثار السلبية تتضاعف إذا قامت إثيوبيا بتخزين مياه سد النهضة، أثناء سنوات الجفاف بما يزيد من تفاقم آثار الجفاف على مصر.
ولفت إلى أن من حق مصر على الأقل إلزام إثيوبيا بما جاء فى البند الخامس من إعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان الذى يلزم إثيوبيا بعدم ملء بحيرة سد النهضة قبل الانتهاء من الدراسات والاتفاق حول سنوات التخزين أثناء دورات الجفاف والسنوات المطيرة.
ودعا علام إلى التقليل فى بعض المحاصيل الشرهة للمياه، على رأسها منع زراعة مساحات الأرز إلا فى مساحات قليلة فى شمال الدلتا، وتحديد فى ثلاث محافظات «كفر الشيخ والدقهلية والبحيرة» ومساحة لا تزيد عن نص مليون فدان على الأكثر، وتقليل زراعة مساحات قصب السكر فى الصعيد مع تشجيع التوسع فى زراعة بنجر السكر فى الوجه البحرى، لتعويض نقص الإنتاج، وتقليل مساحات «البرسيم» وخاصة الحجازى الدائم لتقليل المقننات المائية.
فى السياق ذاته أكد الدكتور محسن العرباوى، خبير السياسات المائية وإدارة أحواض الأنهار الدولية، أن كمية التساقط المطرى فى إثيوبيا أقل من متوسط، مما عكس فيضان النيل، وأضاف العرباوى فى تصريحات خاصة لـ «اليوم السابع» أن الجفاف فى إثيوبيا له 5 نتائج مباشرة على مصر ولابد لنا من الاستعداد لها، حيث تتمثل هذه النتائج فى انخفاض إيراد النيل «الفيضان»، لذلك لابد من وضع استراتيجية لمواجهة الاحتمالات والتعامل مع التأثيرات المتوقعة، لافتاً إلى أنه سيحدث سلسلة متتالية من الفيضانات المنخفضة لعدة سنوات متتالية.
وأشار العرباوى إلى أن الجانب الإثيوبى سيضطر لعمل بنية أساسية لمكافحة الجفاف السدود والخزانات للتعامل مع الجفاف، مما سيؤثر ذلك على تصرفات النهر، ويؤدى إلى تحكم إثيوبيا فى كميات وتوقيتات المياه، لذلك لابد أن تصر مصر على تطبيق قواعد القانون الدولى بشأن الأنهار العابرة للحدود، واتفاقية الأمم المتحدة التى تم وضعها سنة 1972 وتم تفعيلها فى 2014، وبالتالى أصبحت ملزمة، فى قضية سد النهضة.
لافتاً إلى أنه فى فترات الجفاف سيقوى الموقف الإثيوبى فى التفاوض وتستخدمها كورقة ضغط، حيث تتناسى أديس أبابا أن لديها 12 نهرا.
موضوعات متعلقة...
- مصادر: وزير الرى يزور السودان قريبا لبحث أزمة سد النهضة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة