وأضاف "العشماوى" خلال الحوار المفتوح الذى نظمته الدار المصرية اللبنانية حول روايته "كلاب الراعى" فى مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، وسط حضور عدد من الكتاب والقراء، أن الروائى يعود للتاريخ فى حالتين، الحالة الأولى هى أن اللحظة الراهنة لا تكون كافية لإنتاج روائى مشبع للكاتب، والحالة الثانية البحث عن الإسقاط السياسى خاصة لو أنه لم يستطع أن يعبر أو ينتقد وضعا سياسيا معينا فى ظروفه المعاصرة، لذا يختار موقفا معينا من التاريخ يراه متشابها مع ما يريد قوله.
وتابع العشماوى أن فكرة رواية كلاب الراعى جاءت بعد مطالعة كتاب تاريخ المرحلة الإعدادية، حيث وجد أن المنهج الدراسى يحتوى معلوماته عن محمد على ناقصة وغير متاحة وأخرى مغلوطة، لدرجة أن التلاميذ يتعاملون مع محمد على بكونه سعى للحكم لإنقاذ مصر لكن الحقيقة أنه كان شخصا يبحث عن مصالحه، وكان مستعدا لمحاربة الجميع من أجلها.
وأشار أشرف العشماوى إلى أنه لجأ للوثائق القومية، وعاد للمذكرات التى كتبت فى ذلك الزمن، ومعظم أصحاب هذه المذكرات غير القنصل الإنجليزى كانوا منذ 1803 يراهنون على أن محمد على سيصبح حاكما لمصر.
وتوقف صاحب المؤلف أمام شخصية خسرو باشا الذى كان يحكم مصر قبل محمد على ورأى كثيرا من التشابه بين وبين الرئيس الأسبق محمد مرسى حتى فى تفاصيل الحياة اليومية، ,
وتابع "العشماوى" أن أكثر ما كان يقلقه هى فكرة الكتابة التاريخية عن فترة عمرها 200 سنة وذلك أمر صعبا مقارنة بالكتابة المعاصرة، خاصة أن الأماكن تغيرت، والشوارع اختلفت.
وتوقف العشماوى عند المصريين فى ذلك الزمن ورأى أن أسهل شىء هو الكتابة عنهم لكونهم تقريبا لم يكونوا يفعلون شيئا، وكان 200 شخص فقط هم الذين كانوا يجيدون القراءة والكتابة سنة 1800، والخرافات كانت تسيطر بشكل كبير، لكن فى الوقت نفسه كان لديهم وعى سياسى ظهر فى ثورتى القاهرة الأولى والثانية.
"على الروائى أن يبحث عن الفترات التاريخية الفارقة إذا أراد كتابة رواية تاريخية" هكذا قال "أشرف العشماوى" الذى رأى أن فى الـ200 سنة الماضية وجدت أحداث مهمة جدا غيرت وجه المجتمع سواء تغير كاشف أو منشء لأفكار جديدة كان لها تأثيرها فى الشخصية المصرية منها مجيء الحملة الفرنسية وثورة يوليو 1952 ثورة 25 يناير 2011، فالأحداث التى تغير وجه التاريخ هى الأكثر دفعا لكاتب فى الذهاب للتاريخ، وجورجى زيدان لم يقدم رواية تاريخية لكنه قدم ما يشبه كتبا تاريخية رغم جهده المشكور.
ورأى أشرف العشماوى أن المشكلة تكمن فى التناقض والتعصب للآراء، وهو ما يعانى منه المجتمع المصرى منذ قديم، ومشكلة مصر منذ سنة 1952 عدم الاهتمام بالتعليم ولو حدث وتغير تفكيرنا وأصبح التعليم هو شغلنا لتغير حالنا، لكن كيف يحدث ذلك وميزانية التعليم والصحة لا تتجاوز 3% من ميزانية مصر، لكن محمد على منذ 1805 اهتم بالجيش واهتم بالتعليم على خط التوازى، ومحمد على كان ديكتاتور داهية، وأنا أتفق معه كثيرا وإن كنت أرى سلبياته المتعددة، وهتلر آخر نموذج للديكتاتور الفاضل لكن بعد الحرب العالمية الثانية ضاع تاريخه.
وفى هذه النقطة تابع "العشماوى" أن مصر فى زمن الملكية كان الاهتمام بالصحة أكثر من الآن بسبب الاحساس بالاستقرار، وبعد 52 اتجهنا للعسكرية والمجتمع أصبح مشوها، والسادات وضعنا فى الصورة الاستهلاكية، ومبارك ثبت الصورة.
موضوعات متعلقة..
- أشرف العشماوى: الكتابة التاريخية "مرعبة".. ومحمد على "داهية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة