تظاهر كما تشاء، واهتف كما تحب، وعبر عن رفضك أو قبولك لوضع جزيرتى تيران وصنافير سواء مع مصر أو مع السعودية، ولكن احذر أن تعيد ترديد نفس الأسطوانة المشروخة التى فشلت فى تسويقها تنظيمات وجماعات وأحزاب إرهابية بعد خلع مبارك، مثل جماعة الإخوان الإرهابية، و«مراهقى يناير»، و«تنظيم 6 إبليس»، و«الاشتراكيين غير الثوريين»، وحزب «مصر الطرية»، و«جازمون»، تلك الجماعات والتنظيمات التى تاجرت بكل شىء حتى الدماء التى سالت فى شوارع مصر لم يتركوها، بل ظلت تجارة رائجة، رغم أن هؤلاء من تجار الكلام لم يقتل واحد منهم، بل هناك من يتهم بعضهم باستعمال السلاح فى الميادين والشوارع أثناء مظاهرات الغضب منذ 25 يناير 2011، وحتى 30 يونيو 2013، وهى الفترة التى راح فيها العشرات من أبناء مصر، ليس بينهم ناشط واحد من التنظيمات الإرهابية والتخريبية.
اليوم تحاول بقايا تلك التنظيمات تكرار نفس المشهد والذى يبدأ كذبا بما يعرف بالمظاهرات السلمية، وينتهى بمظاهرات دموية، خاصة إذا انخرط فيها أعضاء من تنظيمات «6 إبليس، أو الاشتراكيين الثوريين، أو الألتراس، أو الإخوان الإرهابية»، وهو ما يجعلنى أراهن على أن مشهد السلمية الكاذب الذى كان موجودا الجمعة الماضية لن يستمر طويلا، وسوف تسال الدماء فى أقرب مظاهرات تخرج للتنديد بتسليم جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، وأعتقد أن يوم 25 إبريل الجارى والذى تم تحديده موعدا للتظاهر سيكون مختلفا، حيث ينوى الإخوان والتنظيمات الإرهابية والفوضوية الأخرى مثل جماعات الالتراس، والوايت نايتس، تصعيد الحرب ضد الداخلية والدولة فى هذا اليوم، وستعود النغمة الساقطة والشعارات البذيئة مرة أخرى، مثل «يسقط يسقط حكم العسكر» وغيرها من هذه الشعارات التى فشلت وستفشل فى النيل من جيشنا العظيم.
والكارثة أن هؤلاء ينسون أن هزيمة جيش مصر هى مقدمة لهزيمة مصر، وأن مصر لا تستحق منا ذلك، وأن استمرار المواطن المصرى فى إهانة مصر وجيشها أصبح شيئا لا يمكن السكوت عليه، ولقد كتبت أيضًا مرات عديدة أقول لأم الدنيا أن تسامحنا، سامحينا حتى نؤمن أنك ستكونين قد الدنيا، سامحينا لأننا أخطأنا فى حقك سنوات طويلة لم نرحمك من ظلم من جلس على عرشك لمدة 30 عامًا، أو احتل قصرك لمدة عام، الجميع ظلمك حتى من خرجوا فى ميادين مصر، ظلموك عندما لم يفعلوا لك شيئًا سوى التظاهر وفقط، ولم يسألوا أنفسهم سؤالًا واحدًا.. ما الذى نقدمه لك يا مصر غير التظاهر والفوضى؟.
يا مصر نحن لم نفكر فى تغيير بوصلة عملنا الذى لم يتجاوز الصراخ والمعارضة، ولم نقدم لمصر سواء بعد الإطاحة بمبارك أو عزل مرسى سوى المظاهرات الدموية، ورغم ذلك تجد فى مصر من يغالط نفسه، ويزعم أننا شعب مسالم، والحكايات غير الحقيقية التى يروج لها الإعلام المنافق لصالح الشعب المصرى الذى تغيرت معظم مقوماته منذ 11 فبراير، ولم يعد أمامه سوى الفوضى والبلطجة والإرهاب، وهو ما يجعلنا نطالب بضرورة تطبيق نظرية المصارحة، ودون رتوش أو تجميل، وقبل أن يتحقق ذلك، يجب أن نعتذر لمصر الوطن، ومصر المواطن، لأننا أهناها وقمنا بحصارها بالبذاءات.
وهى لم تكن تنتظر منا ذلك، فمصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا.
مصر التى لم نرحمها منذ سنوات قد أسأنا إليها، تحتاج لإعادة تبييض سمعتها التى حاولت قلة تشويهها من خلال الهجوم على رموز الأمة، فبأيدينا نحن من أساء لسمعة مصر، وهو ما تفعله كل التنظيمات الإرهابية والفوضوية الآن، والتى تستخدم حكاية الجزيرتين لإعادة إنتاج هوجة فشلت حتى الآن فى تحقيق أى شىء، لأنها لم تكن سوى انقلاب إخوانى تم تصحيحه بعزل مرسى فى 30 يونيو 2013، يا سادة الإنسان لا ينزل النهر مرتين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة