أكرم القصاص

إنقاذ السياسة

الإثنين، 18 أبريل 2016 07:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حركات بدون أحزاب وصور بلا ظلال


مظاهرات الجمعة لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة، ومن الاستسهال وصف كل من خرجوا بأنهم خونة وعملاء، فهذا حكم ضار واستسهال يفتقد الاحترام، ويصادر حق قطاعات فى المجتمع بإبداء رأيها. على الطرف الآخر لا يمكن اعتبار كل من يختلف بأنه مطبلاتى. هذه الثنائيات نهايتها الشتائم، وتعبر عن أزمة منذ عهد مبارك، غياب السياسة، بمعنى أن الكلام فى السياسة كثير والفعل قليل.

وهذا الشرخ الآن فى المجتمع بدأ مبكرا، حيث كانت تظهر الحركات السياسية وتنجح لأنها عبارة عن تحالفات بأهداف محددة، لكنها تفشل كأحزاب، حركة كفاية ضمت من أقصى اليسار لأقصى اليمين، جبهة الإنقاذ والجمعية الوطنية. لكن كل من خرج من هذه الجماعات وحاول إقامة حزب واجه التفكك. هناك أزمة فى العمل الجماعى، ولعل تجربة المصرى الديمقراطى الذى شهد استقالات بعد الانتخابات، وقبله حزب الدستور. هناك أزمة فى العمل الجماعى لا تعود فقط للسلطة التى تعانى أحيانا من نفس الأعراض.

الحديث فى السياسة كثير على مواقع وشبكات التواصل، لكنه فى الشارع أقل. السلطة غير واضحة والمعارضة أيضا غير واضحة. المعارضة بدورها كانت تعلن أيام الحزب الوطنى أنها محاصرة وممنوعة، ولم يفسروا كيف كانت جماعة الإخوان تمارس السياسة، وتلاعب الحزب الوطنى وتلعب معه.
اختفى الحزب الوطنى ومعه التنظيم لكن بقيت الفراغات. وهو ما يسميه البعض موت السياسة.

السياسة تعنى التعبير عن التعدد والحوار من دون مصادرة أو تسلط لطرف على آخر. لا يمكن القول إن هناك حزبا للسلطة الآن، وحتى ائتلاف دعم مصر فى البرلمان لم يكن تجربة واضحة بقدر ما كان تعبيرا عن هزال الحياة السياسية، البرلمان بكل ما فيه بعيد عن الشارع يبدو غائبا، ولعل تجربة ترسيم الحدود والجزر أبرز تعبير عن هذا الواقع. فالبرلمان لم يتناقش ويبدو متهيبا ومرتبكا، وفى غيره من القضايا يبدو غائبا ومغيبا، لا يعبر عن المجتمع وما يدور فيه.

هناك غياب تام للحوار أو الإقناع. الأمر بحاجة إلى دراسة وتأمل من قبل التيارات والحركات التى تعجز طوال هذه السنوات عن التوصل إلى صيغة حزب ينافس ويمكنه العمل السياسى، الأزمة أن الاجتماع يتم من خلال الفعاليات الموسمية، وكل فترة طويلة يشارك فيها البعض على سبيل كسر الملل أو التصوير، وتتعدد فيها الهتافات والأصوات، وتبدو مجرد حناجر بلا رأس، يقويها الصدام وليس الفعل.

والشرخ القائم بعضه فى السلطة وبعضه لدى سياسيين بلا سياسة. الأحزاب تطلب من السلطة تقويتها، والحركات تكتفى بالفعل الموسمى من دون وجود فعلى خارج مواقع التواصل والصور والفيديوهات التى تتوه فى الزحام، بينما السياسة ميتة، والشرخ القائم من ثنائيات وانقسام أقرب لانقسامات مشجعى كرة القدم. المطلوب ربما كان الحل فى إنقاذ السياسة








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة