بالصور.. قتل 20 ألف فيل سنويا.. أنجولا تعلن من مصر خطتها لاستضافة يوم البيئة العالمى.. إجراءات حاسمة ضد الاتجار غير المشروع بالعاج ووقف مبيعاته بالأسواق السوداء.. ومنع تهريب منتجات الأحياء البرية

أعلنت ماريا دى فاتيما جارديم، وزيرة البيئة فى أنجولا اليوم الاثنين، عن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الاتجار غير المشروع بالعاج، وتعهدت بإغلاق واحد من أكبر أسواق العاج المحلية فى العالم، وتنفيذ إجراءات أكثر صرامة لضبط تهريب منتجات الأحياء البرية عبر الحدود.

وتعهدت الوزير خلال المؤتمر الصحفى الذى يعقد بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة استعدادا لاستضافة أنجولا يوم البيئة العالمى بحضور العديد من المسئولين، بالوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض التى يستضيفها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بما فى ذلك تكثيف جهودها لتنفيذ خطة عملها الوطنية المعنية بالعاج.

وأوضحت ان الموقف الصارم الجديد الذى اتخذته أنجولا نتيجة تخطيط أنجولا للقيام بدور المضيف العالمى لاحتفالات يوم البيئة العالمى الذى يُحتفل به يوم 5 يونيو من كل عام؛ حيث إن هذا العام، يأتى موضوع يوم البيئة العالمى الذى ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحت عنوان مكافحة الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية، والذى يهدف إلى حشد العمل العالمى حول هذه القضية.

وأشارت إلى أنها قدمت خلال مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة اللجنة المعنية بالجرائم البيئية والمنعقد بالفندق الآن أيضا مرسوما يحظر بيع العاج والأعمال الفنية المصنوعة من العاج فى أنجولا، وبصدد نشر وحدة خاصة لمكافحة الجرائم المتعلقة بالحياة البرية فى مطار لواندا الدولى، مؤكدة عزم دولتها على وضع حد لتجارة العاج وبناء أنجولا الجديدة، التى يمكن أن يزدهر فيها الناس والأنواع.

فيما قال أبياس هوونجو مدير المعهد الوطنى للتنوع البيولوجى ومجالات الحفظ، إن المعهد أبلغ التجار عن عزمه وقف مبيعات العاج فى سوق بنفيكا، مضيفا "لكن يجب علينا أن نحرص على عدم ظهور سوق سوداء موازية لهذا الاتجار، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة للقضاء على هذا الاتجار غير المشروع".

وأضاف، أنه فى أواخر عام 2015، استضافت أنجولا المؤتمر الدولى لرابطة المدعين العامين الأفريقيين ودعا إعلان كواندو الذى نتج عن هذا المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولى فى إطار اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض وكجزء من هذا النشاط، وبموجب منبر يوم البيئة العالمى، تتطلع أنجولا إلى إشراك الشركات الأجنبية فى تقديم تعهدات لدفع عملية التغيير.

من جانبه قال جون سكانلون الأمين العام لاتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض ، إن أعداد الفيلة الأفريقية ما زالت تواجه تهديدا حقيقيا وماثلا لبقائهم على قيد الحياة مع الوصول إلى مستويات مرتفعة بشكل غير مقبول من الصيد الجائر للعاج، بما فى ذلك فى أنجولا.

واستطرد "نحن سعداء لرؤية التقدم الذى تم إحرازه على أرض الواقع بشأن تنفيذ خطة عمل أنجولا الوطنية بشأن العاج حيث سيعتمد الانتصار فى الحرب ضد الصيد غير المشروع للفيلة وتهريب العاج على الإجراءات الحاسمة التى اتخذت عبر دول مجموعة العبور والمقصد، ونحن نرحب بالتدابير الإضافية التى تتخذها أنجولا لوضع حد لهذه الجرائم المتعلقة بالأحياء البرية المدمرة للغاية.

وأوضح، أن نتائج المسوحات التى أجريت مؤخرا، والتى من المقرر أن تصدر خلال الأشهر المقبلة، من المتوقع أن تؤكد الانخفاض الكبير فى عدد الفيلة خلال الحرب الأهلية التى استمرت عقودا فى أنجولا حيث يأتى موضوع يوم البيئة العالمى وهو أكبر الأيام احتفالا بعمل إيجابى تجاه البيئة فى العالم تحت عنوان يدور حول الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية، لتعزيز مزيد من التوعية واتخاذ إجراء بهذا الشأن من أجل مكافحة الاتجار غير المشروع بالأنواع التى عملت، اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، على حمايتها.

وأشار إلى أنه عدد الفيلة التى تم قتلها فى أفريقيا تخطى 20 ألف فيل سنويا من إجمالى العدد المتوقع للفيلة الذى يتراوح ما بين 420 ألف إلى 650 ألف، موضحا أن 100 ألف فيل قد تم قتلهم فى فترة ثلاث سنوات فقط فى الفترة ما بين عامى 2010-2012، حيث إن أعداد الفيلة الآن قد تكون أقل.

وأوضح أن الأرقام التى صدرت فى اليوم العالمى للأحياء البرية 3 مارس الذى نظمته اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، والتى ارتكزت على رصدها لبرنامج القتل الجائر للفيلة، أن أخطر مستويات الصيد غير المشروع للفيلة سُجلت فى وسط وغرب قارة أفريقيا ومن ثم انخفض عدد الفيلة التى تعيش فى الغابات فى تلك المنطقة إلى أكثر من 60 فى المئة خلال عقد واحد.

وأشار إلى أن الاتجاه التصاعدى للقلق بشأن الصيد غير المشروع للفيلة، وللمرة الأولى، الذى لوحظ فى فى متنزه كروجر الوطنى الواقع فى دولة جنوب أفريقيا، حيث اعتُقد سابقا أن الفيلة هناك قد تكون آمنة من الصيد الجائر الضوء على أن تنفيذ الإجراءات المعنية بمكافحة الصيد الجائر ينبغى أن يكون جنبا إلى جنب مع العمل العالمى بشأن وقف الطلب على منتجات الأحياء البرية لضمان القضاء على الصيد غير المشروع.

وفيما يتعلق بوحيد القرن، فأوضح أنه شهد الصيد غير المشروع ازدياد مطرد فى السنوات العشر الماضية حيث انه فى جنوب أفريقيا وحدها، ازداد الصيد غير المشروع لوحيد القرن بنحو 9 ألاف فى المائة فى الفترة ما بين عامى 2007 و2015 وفى العام الماضى، تم صيد نحو 1,175 وحيد قرن بطريقة غير مشروعة فى أنجولا وهى نسبة تعادل قتل وحيد قرن واحد كل ثمانى ساعات تقريبا.

وتابع "تشمل التدابير الأخرى الرامية إلى وضع حد لهذا الاتجاه على خطة عمل الفيل الأفريقى، التى تم وضعها فى إطار اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، والتى نُفذت من خلال صندوق الفيل الأفريقى الذى يستضيفه برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى تطوير التصاريح الإلكترونية لنظام تبادل المعلومات للحد من احتمالات الفساد".

من جانبه، قال أخيم شتاينر المدير التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية يدمر النظم البيئية وسبل كسب العيش، والذى يؤثر بالسلب على سيادة القانون والأمن القومى، ويقوض التنمية المستدامة.

وأضاف المدير التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن العالم شهد خلال السنوات القليلة الماضية اتخاذ خطوات قوية لمكافحة هذه الآفة، بما فى ذلك قرار الأمم المتحدة الأول بشأن الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية، حيث تعد التزامات أنجولا بمثابة علامة بارزة أخرى ورسالة قوية إلى الصيادين الجائرين، والشبكات الإجرامية الدولية التى تدعمهم، والتى مفادها أنه ليس لديهم مستقبل بشأن هذا الاتجار غير المشروع.
وتابع، بدأت أنجولا بالفعل بالتعامل مع التجار الذين يتعاملون فى تجارة العاج فى سوق لواندا بنفيكا، وهو السوق الذى يكتظ بكميات كبيرة من العاج المنحوت الذى يباع بأسعار زهيدة وسط الأكشاك التى تبيع أيضا الهدايا التذكارية القانونية للزوار الأجانب المترددين على السوق".

موضوعات متعلقة

رئيس الحكومة نيابة عن "السيسى" بمؤتمر البيئة: النهضة الإفريقية بدأت رغم التحديات التى تواجهها القارة السمراء وحريصون على إعداد أجيال قادرة على مواجهة التحديات.. ولممثلى 54 دولة: مصر دافعت عن مصالحها