أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

من ينافق مصر؟

الإثنين، 18 أبريل 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من ينافق مصر؟.. أسهل شىء فى مصر هو نشر الأكاذيب والتضليل، لكن أن تتحدث عن إنجازات تحققت فهذا أمر غير مقبول.. المقبول فقط هو كل حديث يرمى إلى هدم الدولة ومؤسساتها، وكل شائعة تنتقص من عزيمة وحماس المصريين.

سماء مصر أصبحت مليئة بالأكاذيب التى يروج لها شخصيات وكيانات معروفة بالاسم لكل المصريين، فهؤلاء لا يستطيعون الحياة إلا على أنقاض الدولة، يكرهون أن تظل مصر متماسكة، ويستعملون كل الوسائل التى تمكنهم من تحقيق أهدافهم، مستغلين أن الدولة ليس معها لجان إلكترونية مثل الإخوان وغيرهم، ولا ألتراس يهللون لها فى كل كبيرة وصغيرة.

مهما فعلت الدولة فإنها ستظل مذنبة فى حق كل مصرى، حتى ولو قدمت قرابين الولاء والطاعة لكل الحركات والتيارات السياسية، وهذا لا يعنى أننا نعيش فى الدولة الفاضلة التى وصلت إلى درجة الكمال، فالكثير من المشاكل والأزمات لا تزال تحاصرنا فى التعليم والصحة والمرافق، لكن علينا الاعتراف بأن ما نراه الآن هو نتيجة إهمال تراكم على مدار الخمسين عامًا الماضية شهدت خلالها مصر انحدارًا لا مثيل له، ولم تتم معالجة هذه الأزمات إلا بالمسكنات التى فاقمت من هذه الأزمات إلى أن وصلنا لحال يرثى له.

وليس بغائب على أحد مدى الانحدار والانهيار الذى تعيشه المرافق فى مصر، لكن ليس بغائب على أحد أيضا أن هناك تحركًا ملموسًا على مدار العامين الماضيين لمعاجلة هذا الانهيار، لكن علينا فى نفس الوقت أن نكون على يقين بأن أى نتيجة إيجابية لن تتحقق إلا حينما نعترف بالمشكلة ونسعى لحلها، وأن نقول الحقيقة ولا ننافق أنفسنا، وأن يتحلى المصريون جميعًا بمعايير القيم والأخلاق التى تساعدنا على بناء الدولة الحديثة التى نتمناها ونسعى إليها جميعًا.

ومن يتابع ما يحدث سيجد أن أكبر مشكلة تعانى منها الدولة المصرية حاليًا هى مشكلة النفاق، خاصة لدى بعض الأشخاص الذين يحاولون الظهور فى شكل قريب من مصدر السلطة والقرار، وفى نفس الوقت يلعبون على وتر المعارضة، فهؤلاء يرون بأعينهم كل يوم الحقيقة وحجم ما يتحقق من أعمال، لا أقول إنجازات، ويثنون على ما يحدث فى المكاتب المغلقة وفى اللقاءات الخاصة مع صناع القرار والسلطة، أو حينما يكونون فى موقع الحدث لكنهم فى العلن وأمام الجميع يقولون عكس ذلك أو يصمتون ولا يقولون الحقيقة، فهم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى فى كل شىء إلا قول الحقيقة.. وأنا هنا لا أعيب عليهم أنهم لا ينافقون السلطة التى يتقربون منها، لكن مشكلتهم أنهم لا ينقلون للمصريين ما يرونه بأعينهم، ويحتفظون به لأنفسهم فقط، لا لشىء إلا لأنهم يخشون أن يحسبون فى صف السلطة.. يعتبرون قول الحقيقة للمصريين هو النفاق.

النفاق بالتأكيد أن تحاول اللعب على كل الحبال والأوتار، تريد أن تكون بجانب السلطة وتروج لذلك، وفى نفس الوقت لا ترغب فى خسارة مؤيديك فى طريق المعارضة التى تواصل العمل فيه.. هذا هو النفاق الذى أراه الأكثر ضررًا على الدولة المصرية فى الوقت الحالى.

أنا لا أقصد شخصا بعينه، وإنما أحاول أن أقرأ ما يدور حولنا، خاصة خلال الأيام الماضية التى شهدت هجومًا أراه شرسًا على الدولة المصرية، من جانب كيانات محددة، ولاحظت أن كثيرين اختفوا خلف الستار، أو كما يقولون فى العامية «مسكوا العصا من المنتصف»، لأنهم لا يريدون أن يفقدوا صورتهم المثالية، تروح مصر لكن تبقى مثاليتهم أمام محبيهم ومتابعيهم.

الحقيقة المؤكدة بالنسبة لى أننا جميعًا نعانى من خلل فى المعايير، والتقدير أيضًا، نريد أن نكون كل شىء فى نفس الوقت، ولا يهم من المتضرر من ذلك، حتى إن كانت الدولة التى نعيش فيها.. كل واحد فينا يريد أن يكون المؤثر الوحيد فى المشهد لا غيره، وإلا فإنه سيبقى منافقًا.. يرى الحقيقة ولا يقولها أو يقول عكسها.. كثيرون منا للأسف لا يريدون أن يكونوا يدًا وسط أيادٍ تتجمع لتبنى الدولة، لأنهم فى النهاية يبحثون عن المجد الشخصى، يبحثون عن الظهور الفردى، وإلا فلتتحمل الدولة العاقبة.
النهاية بالنسبة لى أن علاج النفاق أو هذا الخلل هو أول الطريق لكى تصل الحقيقة لكل المصريين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة