محمد الغيطى

المحرضون ضد الإعلام

الأربعاء، 20 أبريل 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من عجائب المحروسة، أن مجلس النواب المنوط به حماية حرية التعبير ضد السلطة التنفيذية باعتباره حامى حمى الشعب وحارس الحريات والمدافع عن شرف الست المصونة المسماة ديمقراطية نجده يحرض السلطة والحكومة ضد كل هاتيك للقيم.

ما حدث خلال الأيام الماضية يجعلنا ندق ناقوس الخطر، ونبحث عن ملجأ لنا لأن الحكم، بفتح الحاء والكاف، صار خصما والذئب صار حاميا للقطعان، ولأننا لسنا قطعانا ولن نكون سيد قراره من بوادر الممارسات التى تشير لتوجهاته نحو محاصرة الإعلام، ونزوع بعض النواب لتكميم الأفواه، بسبب النقد اليومى من التوك شو بالتحديد لممارسات أعضاء المجلس ورئيسه المحترم، وهذا الاتجاه الخطير هو ما جعل النائب الوقور د. سمير غطاس يعبر عن اعتراضه لتوجه بعض النواب للمطالبة بإغلاق قنوات أو برامج أو منع بعض الإعلاميين، وصرخ الرجل، وقال ليس معقولا أن نكون برلمانا للشعب ونمارس قمعا للحريات، وهنا ثار رئيس مجلس النواب د. على عبدالعال، وصوت على طرد الدكتور سمير غطاس وتحويله إلى لجنة القيم، وحسب قول النائب لى فإنه لم يحدث تصويت أصلا، وفوجئ بالأعضاء يسحبونه لخارج القاعة بما يخالف اللائحة الداخلية، ورغم أنه طالب بالتصويت الإلكترونى ولم يحدث ذلك.

قبلها بعدة أيام طالب أعضاء آخرون بإصدار قانون لغلق الفيس بوك أو وضع عقوبات رادعة لمستخدميه، ورأى الدكتور غطاس أن الكلام يتجه نحو قمع البرلمان للحريات، وأن هذا ليس دور المجلس، بل لابد من مناقشة هادئة للموضوع، وقال: مثل هذا القانون يطرد الاستثمار ويسىء لمصر فى محال الحريات وحقوق الإنسان التى تستخدمها الجماعة الإرهابية لتشويه صوره مصر بالخارج كل يوم، ولم يعجب كلامه كتلة دعم مصر وقال له رئيس المجلس: أنت اعتدت الإساءة للبرلمان فى الإعلام، إذن النية كانت مبية للتضييق على النائب، لأنه يغرد خارج السرب، ويعلمون أنه دخل البرلمان حاملا لرسالة هو يؤديها بصدق، وقد حمل من قبل روحه على كفه فى مواجهة إرهاب الإخوان، وسيظل يعمل بما هو مؤمن به.

الآن علينا نحن الإعلاميون أن نسأل هل نقول أو ندعى غير ما يحدث فى البرلمان، هل نخترع قصصا من خيالنا، هل نحن، لا مؤخذة، ظلمة ونصور البرلمان أنه شيطان وهو ملاك من السما؟ هل نحن الذين رفعنا الأحذية بالمجلس، وطالبنا بمنع البوس فيه أو طالبنا العضوات المحترمات بالحشمة فى الملابس؟ هل نحن الذين هرولنا خلف الوزراء لنتسول منهم توقيعات وتأشيرات لنظهر بهذا التردى المستنسخ من برلمانات مبارك؟ هل نحن الذى صرخ وشخط فينا رئيس البرلمان، لأننا نزوغ من الطابور أقصد الجلسات ونهرب أثناء مناقشة أخطر قضية تهم الناس وهو بيان الحكومة؟ هل وهل ومليون هل والإجابة كل مجلس ينضح بما فيه، وانظروا لأنفسكم فى المرأة قبل أن تسبوا الإعلام أو تتهمونه بالتجنى عليكم، الإعلام ينقل ما يدور ولو لم يفعل ذلك لاتهمنا الشعب بالتدليس والتضليل والتطبيل.

أعلم أننا نخطئ أحيانا وأن بين ظهرانينا من يخرق المهنية ويهدر دم الموضوعية والحياد، لكن هؤلاء قلة ولا تمثلنا وإذا أردتم تشذيب حديقة الإعلام من الهالوك أصدروا القانون ليكون فاصلا بيننا وبينكم، لكن عيب جدا أن يسعى نواب البرلمان وممثلو الشعب والسلطة التشريعية للتحريض ضد برنامج أو قناة لأغراض ما، وبالمناسبة لو حاولتم فلن تنجحوا، لأننا فى عصر هزمت فيه التكنولوجيا كل أساليب القمع والاستبداد القديمة، لعلكم تتدبرون أمركم وتصلحون أموركم من الداخل.. هداكم الله لما فيه خير البلاد والعباد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة