فعندما تهبط بك الطائرة فى مطار العاصمة السويدية ستوكهولم، التى تقع فى أقصى شمالى أوروبا، فإن الطبيعة الخلابة الساحرة والغابات الكثيفة، هما أول ما يخطف بصرك ويشد ناظريك لجهة روعة الخالق وقدرة الإنسان على تسخير الطبيعة لخدمة حضارته البشرية.
مشهد الغابات العالية الكثيفة التى تبدو منها أبخرة الضباب وبرودة الطقس، يمنحك انطباعا مبدئيا لا يمكنك تخطيه عن الطبيعة، التى لا تتعارض مع التقدم التكنولوجى الهائل والاقتصاد المتنوع الذى يضع السويد فى مقدمة الدول على مؤشر التنافسية العالمية، الذى تلمسه فى كل ممارسات الحياة اليومية فى بلد يضع فى الحسبان كل صغيرة وكبيرة ولا يدع مجالا للصدفة أو العشوائية.
تشغل الغابات مساحة هائلة من السويد، وفى العاصمة ستوكهولم وحدها تمثل الغابات حوالى 65% من المساحة، وتعد موردا مهما من مصادر الدخل القومى، إذ يتم استخدام أشجار الغابات فى 3 أغراض أساسية، فالجزء العريض أسفل الشجرة يستخدم فى توفير الأخشاب لصناعة الأثاث ومواد البناء والسلالم والأرضيات وحتى الأطباق.
وتستخدم الأجزاء الأقل سمكا من جسم الشجرة فى صناعة الورق الذى يدخل بدوره فى صناعة الورق اللازم لإنتاج عبوات حفظ العصائر ومنتجات الألبان وغيرها من المواد الغذاية. ويستخدم السويديون أغصان أشجار الغابات وأفرعها فى أغراض التدفئة، فى بلدهم التى تكسوها الثلوج البيضاء الناصعة نصف العام تقريبا.
وتتوزع ملكية الغابات فى السويد ما بين صغار المزارعين والكنيسة وشركات القطاع الخاص التى تستخدمها لأغراض التصنيع المختلفة.
ويحرص القائمون على تلك الصناعة على حسن إدارة الغابات حرصا على استدامة نمو الأشجار، وعدم الإضرار بالبيئة والطبيعة، وهناك شهادات صارمة يتعين على الشركات التى تعتمد على الغابات فى صناعتها الحصول عليها حتى تمارس عملها بشكل قانونى.
تجولت "اليوم السابع" فى إحدى غابات العاصمة السويدية ستوكهولم وأحد مصانع الورق من لحاء الشجر، ورصدت كيف يتم الحصاد وقطع الأشجار وتقسيم خشب الشجرة الواحدة إلى 3 أقسام كل منها مخصص لأحد الأغراض التى تم ذكرها، وكذلك التزام المزارعين بغرس 4 شجيرات مقابل كل شجرة يتم قطعها، حفاظا على الموارد الطبيعة التى حبا الله بلدهم بها.
كما رصدت كاميرا "اليوم السابع" ماكينة الحصاد الآلى التى تقطع الأشجار آليا بمعدل 500 شجرة يوميا، وتقدر قيمة تلك المعدة بحوالى 500 مليون يورو (5 مليارات جنيه مصرى) لأنها مزودة بأجهزة قياس شديدة الدقة تمكنها فى قطع الشجرة ثم سحبها بمجرد سقوطها على الأرض ثم قياس قطر جزع الشجرة وتقسيمه إلى 3 مراحل بمنتهى الدقة وفى ثوان معدودة.
ثم انتقلت كاميرا "اليوم السابع" إلى منطقة قريبة على بعد أمتار من موقع الحصاد، حيث يتم زراعة الشجيرات الجديدة والتى يقدر عمرها بحوالى 18 شهرا، وذلك بعد إنباتها فى حضانات مخصصة لهذا الغرض، تفقدت اليوم السابع إحداها أيضا.
موضوعات متعلقة..
واشنطن بوست: اللغة العربية أصبحت اللغة الثانية فى السويد بفضل المهاجرينمسئولة سويدية:علينا التدخل عسكريا لمواجهة منظمة إرهابية لا تؤمن إلا بالعنف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة