أكرم القصاص

بعض الشك مطلوب

الخميس، 21 أبريل 2016 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الفبركة والاستعداد لتصديق الفبركة !


لماذا يتفرغ شخص ويقتطع من وقته وجهده الكثير ليجلس ويفبرك فيديو يقول فيه إن الرئيس الإيطالى قرر قطع العلاقات مع مصر بسبب أزمة ريجينى؟ الفيديو بالفعل للرئيس الإيطالى يلقى كلمة أمام البرلمان بمناسبة انتخابه أو ما شابه، وهو مدبلج باللغة العربية.. والفيديو مثل كثير من الفيديوهات والأخبار المفبركة تبدو نتاج عمل مؤسسة ما، بالرغم من أنه يبدو للوهلة الأولى مزيفا، إلا أن هناك من يصدقه وينشره بشكل واسع. هناك فيديوهات وتقارير يتم تصنيعها بهدف ترتيب طريقة فى التفكير وطبعا تستغل حالة من التوتر والغضب العام لتضيف مزيدا من الزيت على النار.

لو كان الأمر لعب عيال وشقاوة فلن يهتم هذا الشخص أو الجهة بفبركة موضوع طويل عريض يتعلق بقضية مهمة ومطروحة على الساحة ومثار جدل وصراع. ثم أن توقيت إعادة نشر الفيديو جاء بعد هدوء أعقب توترات لقاء الوفد المصرى بالإيطالى الذى انتهى بلا نتيجة وتم على إثره سحب السفير الإيطالى. وتصريحات ساخنة، لكنها لم تنته إلى قطع للعلاقات. ولهذا بدا الفيديو المنسوب للرئيس الإيطالى نوعا من التسخين. تماما مثل العقل الذى فكر وركز ورتب لإثارة قضية مواطن فرنسى مات قبل 3 سنوات فى حجز أحد الأقسام وتم القبض على الجناة وإحالتهم للمحاكمة. وتم التفتيش وإحياء القضية وإعادتها وتلميعها أثناء زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، وهى مصادفة تضاف إلى العديد من المصادفات.

ولا يفترض أن يتجه البعض بتفكيرهم إلى نظريات مؤامرة. لكن بعض العقل يمكن أن يصل إلى نتائج مهمة هذا بالنسبة للشخص الطبيعى. ولا مانع من أن ينتقد هذا المواطن كل ما يراه أو يرى أننا لسنا فى وضع مثالى، وفى نفس الوقت يطرح بعض الأسئلة المشروعة باعتبار أن بعض الشك ممكن ومطلوب، ولا يفترض أن يظل محليا فقط، وإدانة لنا، وشعور بالدونية تجاه الأجنبى.

هناك حالة من التشابك والتداخل، وخيط رفيع دائما يفصل بين الانتقاد وبين تبنى أفكار وخطوات وتقارير ملعوب فيها، الواقع لدينا ملىء بالأحداث والأخطاء التى تستحق الانتقاد، لكن البعض يتحول مع شعور بالدونية إلى مصدق ومروج لكل ما ينشره «الخواجة» على أنه حق لا يأتيه الباطل من أى جهة. مع أن التجارب والتواريخ تعطينا نماذج عن ازدواجية وتلاعب، بل وغض طرف عن انتهاكات مقابل مصالح ولدينا أمريكا ومواقفها التى تطابق مصالحها. لسنا فى أوضاع مثالية، لكن التفكير والسؤال وبعض الشك مطلوب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة