والكاتب يناقش درجة تهديد المقاتلين الأجانب على الأمن القومى لدول أوروبا بمختلف درجات خطورة المقاتلين العائدين، مع تفاصيل وإحصائيات عن أعدادهم وخلفياتهم وطرق التجنيد وأسباب التجنيد ودول تواجدهم بشكل بيانات واستقصاء وبوابات العبور إلى سوريا والعراق عبر تركيا.
وتطرق الكاتب العراقى إلى مشكلة تدفق المهاجرين واللاجئين عبر البحر المتوسط ومعابر حدودية أخرى، مؤكدا أن موضوع قوارب اللاجئين أصبحت تقلق أوروبا ربما اكثر من داعش، وانتقد الكاتب مواقف بعض الدول الأوربية بالتخلى عن التزامها القانونى والأخلاقى باستقبال وتأمين حماية اللاجئين، ويتوقع الباحث بأن هذه المشكلة سوف تتصدر اولويات دول الاتحاد الاوربى اكثر من غيرها.
وناقش الكتاب ثقافة داعش، وتناول ممارسات التنظيم الدموية، وأبرزها ظاهرة قطع الرؤوس وحرق الجثث، وظاهرة سبى النساء، والأطفال الانتحاريين، واعتماد المدارس، والمناهج الداعشية، وغسيل الدماغ، وصناعة الكراهية.
واستعرض الكاتب سبل مكافحة الارهاب استخباريا وتجفيف الأموال لهذه الجماعات وتوضيح سياسات اوربية وأممية وإقليمية لمواجهة الإرهاب، والتأكيد على المواجهة الالكترونية ضد هذه الجماعات والتى اعتبرها الكاتب بأنها لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية، والذى يمثل الانترنت المصدر الرئيسى لتجنيد المقاتلين الاجانب.
ووجه الكتاب النقد لاستراتيجية الرئيس الأمريكى أوباما فى مواجهة داعش، ولسياسات بعض الدول الأوروبية بغض النظر عن نشاط هذه الجماعات وتسربها إلى دول المنطقة وكذلك تفريغها فى السجون الأوربية والتى تحولت إلى شبكة عمل منظمة.
وأفرد الكتاب مساحة لا بأس بها فى الفصل الثانى عن ثقافة داعش، والتى وصف فيها عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية " بالخوارج المارقين، وعقد أوجه المقارنة والتشابه فى السياسات الدموية لتنظيم داعش مع أجهزة استخبارات الانظمة الشمولية فى المنطقة، القائمة على الاساس القمعى.
وبحث الكاتب اوجه التعاون المعلوماتى والاستخباراتى بين الدول اقليميا ودوليا لمواجهة الارهاب فى تعقب المطلوبين وغسيل الاموال. تناول هذا الفصل ايضا شهادات من مقاتلين اجانب خضعوا إلى المحاكمات فى دول أوربا اوسعها فى المانيا، كشفت عن تورطهم مع تنظيم داعش وحقيقة التنظيم الدموية وكذب ادعاءاته وعبروا فيها عن ندمهم وخاطبوا الشباب بعدم التورط وتصديق هذه الجماعات.
وتناول السياسات المفتوحة الخاطئة والعلاقات السرية الاستخباراتية ما بين بعض الدول مع تنظيم داعش، وحمل الكاتب الولايات المتحدة تمدد تنظيم الدولة، والتى اغفلت راس داعش وتركته يتوسع فى المنطقة، وعدم وجود استراتيجية واضحة لمحاربة داعش، وما صدر من خطط اميركية لا تتعدى محاولة احتواء داعش وليس محاربته.
ويحمل الكتاب تركيا جزءا من المسئولية بالتورط مع تنظيم داعش، وأدعى أن تنظيم الدولة الإسلامية حزاما أمنيا لتركيا موازيا للمنطقة العازلة مع سوريا وكذلك مع العراق.
واتهم الكاتب تركيا والولايات المتحدة بإنتاج مشروع داعش بديلا عن مشروع الاخوان المسلمون والذى وصف تنظيم الدولة الإسلامية بأنه خرج من تحت سراديب الاستخبارات الغربية.
ويبقى خطر المقاتلين الأجانب المنضمين إلى تنظيم الدولة الاسلامية قائما فى أوربا من خلال الخلايا الفردية، والذئاب المنفردة والدعاية "الجهادية" فى استقطاب الشباب وشيطنة التنظيم لى الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعى.
موضوعات متعلقة..
داعش يعدم مرشحا سابقا لانتخابات مجلس "صلاح الدين" العراقية ويمثل بجثته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة