لا يكفى أن يتمنى الحاكم أو الرئيس العدل فى نفسه، بل يجب أن يكون هناك أفعال فعلية لتحقيق العدل يلمسها الفرد العادى ويشعر بها فى كل مؤسسات الدولة... فالعدل لا يتحقق بالنوايا الحسنة بل بالأفعال الحقيقية.. صعب جداً أن يشعر الفرد بالظلم رغم أن هناك أفواها تتكلم دائماً بأن العدل موجود والمساواة تحققت منذ زمن والفرد العربى يعيش أزهى أيامه.
فهل العدل يتحقق بالقانون فقط؟ الإجابة لا.. القانون موجود فعلاً لكن لابد أن يحكمه قيم العدل الشفاف النزيه.. وهل العدل يتحقق بالخطب الرنانة والكلمات الفصيحة الوردية؟ الإجابة أيضاً.. لا.. بل يتحقق بتطبيق فعلى فى كل مكان يذهب له الفرد داخل الدولة ويجد أنه مثل الآخرين له كل الحق فيما يريده تحت سيادة القانون.. اذا العدل مطلب ضرورى لنجاح الدولة وكلما كان هناك تطبيق للعدل من خلال القانون كان هناك احساس بالطمأنينة والارتياح لدى المواطن الذى بدوره يحب بلده ويخلص جداً فى عمله.. ويدفع ضرائبه وهو يعلم جيداً أنها سوف توزع بالعدل على مؤسسات الدولة والأفراد وستعود له فى صورة خدمات.. لا يمكن ان نشعر بالعدل فى وجود القضاء الخاص أى الاحكام العرفية، فهى تعنى ان نضع القانون جانباً ونطبق قانون خاص بمفهوم أفراد أفراد لا يعلمون عن القانون العام شئ بل لهم قانونهم الخاص الذى اكتسبوه من بيئتهم التى تربوا فيها.. قد يظن البعض أن تحقيق العدل هو فى حد ذاته معادلة صعبة لا يمكن تطبيقها..لكن هذا مفهوم خاطئ.. فأنا وأنت نحتاج انا نرى تطبيق فعلى للقانون.. قانون لا يميز بين الجنس واللون والدين.
ماذا تتوقع من موظف يعمل لدى الحكومة يشعر دائماً بالظلم.. فمرتبه لا يكفيه.. ومصاريف الحياة قاسية.. فهل تنتظر منه ان يكد ويخلص فى عمله.. بالطبع لا.. سوف يبحث جاهداً لزيادة دخله بالطرق الآتية: عمل اضافى مسائى قد يكون هذا مقبولاً.. أو يلتجأ للكسب السريع الغير شرعى ،، أقصد الرشوة.. وهذا ما نعانيه فى وطننا.. المحسوبية والرشوة.
ماذا تتوقع من شخص عادى يرى أن مؤسسات الدولة التى تنفذ القانون تضع اعتباراً للشخصيات المميزة ولا يطبق عليهم القانون.. فكما يقولون بالعامية ( له ظهر ) يحميه..
تخيل معى اذا غاب القانون فى الدول الغربية.. سوف يكون هناك الجريمة والنهب والسرقة... إلخ ،، وستكون بصورة أقوى منا بكثير.. اذاً نخلص من هذا أن القانون العادل الشفاف هو المحرك الفعلى لكل تصرفات الفرد فى المجتمع.
فهل التوسع فى انشاء السجون حل لتحقيق العدل ؟ بالطبع لا... بل يجب ان نتوسع فى ترسيخ القيم والمبادئ السامية لدى الفرد من خلال التعليم والأسرة.
الله رحيم ولكنه عادل أيضا ولا يمكن أن يتغلب العدل على الرحمة أو العكس... أما الإنسان فهو بشر ضعيف له سقطاته.. ولكنه أن سعى فى تحقيق العدل قد يصل إلى مستوى معقول بالقدر الكافى الذى يؤثر فى المجتمع ويشعر به الفرد.. أتمنى من كل أعماق قلبى أن يتحقق العدل على الجميع ويسود مجتمعنا العدل ويذهب الظلم بدون رجعة.
محكمة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة