بالصور.. الحاجة "أم هراس"تبيع السعف للأقباط وتردد: الرب واحد والفرحة واحدة.. تتولى الإنفاق على أبنائها وأحفادها وتقبل عتبة المسجد يوميا شكرا لله.. منصورة: لجأت للمحافظ بعد سقوط منزلى وقالى "الصبر حلو"

الأحد، 24 أبريل 2016 05:30 م
بالصور.. الحاجة "أم هراس"تبيع السعف للأقباط وتردد: الرب واحد والفرحة واحدة.. تتولى الإنفاق على أبنائها وأحفادها وتقبل عتبة المسجد يوميا شكرا لله.. منصورة: لجأت للمحافظ بعد سقوط منزلى وقالى "الصبر حلو" الحاجة "أم هراس"
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجاوزت الخمسين عامًا وترتدى جلبابًا أسود، ولا زالت تفترش الأرض وتمسك بيديها سعف النخيل، وتقول "الرب واحد والفرحة واحدة".

الكلمات التى ترددها الحاجة "منصورة حجاج عديسى" وشهرتها "أم هراس"، السيدة المسلمة التى تفترش الأرض على مقربة من كنيسة الإخوة بشارع البركة فى مدينة أسوان، وتبيع السعف للأقباط خلال أعياد الشعانين والمعروفة بـ"أحد السعف"، تبعث برسائل وطنية عظيمة، ترسخ من خلالها مبدأ المواطنة، وتزيد من ترابط المجتمع المصرى بمختلف دياناته وانتماءاته.

"اليوم السابع" التقى الخالة أم هراس، لتسرد لنا قصتها مع بيع السعف للأقباط، والتى بدأت حديثها قائلة "أنا من مواليد 1 سبتمبر 1962، توفى زوجى فى سن مبكرة، وترك لى شابين؛ الأول متزوج ولديه ثلاثة أطفال وهو الآن مسجون على ذمة إحدى القضايا، بعد أن كان حارس مرمى يمارس رياضة كرة القدم، والابن الثانى فى العقد الثالث من عمره وهو مصاب بالفشل الكلوى وملازم الفراش، وأتولى مسئولية الإنفاق عليهما وعلى أحفادى".

وأضافت أم هراس، بأنها من أبناء محافظة الأقصر ورحلت إلى أسوان وهى طفلة صغيرة، اشتغلت فى بيع السعف وهى بنت 9 سنين بعد أن توارثتها من والدها، وعندما تزوجت اعتقدت أن هموم المعيشة قد أزيحت من عاتقها، إلا أن زوجها توفى مبكراً ورحل بعد تعينيه بـ6 شهور عاملاً فى المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، ولم يترك لها ولأولادها معاشاً كبيراً.

وتابعت الحاجة منصورة حديثها قائلة، "لجأت إلى مديرية الشئون الاجتماعية بأسوان وقررت صرف مبلغ 300 جنيه كل 6 شهور، بعدها لجأت لمحافظ أسوان، ولكن المحافظ رد وقالى (الصبر حلو)، وأعيش حالياً فى منزل سقط سقفه من الأمطار، ونبات ليلنا فى العراء ونعانى من برودة الشتاء القارص ومن حر الصيف".

وأشارت إلى أنها لم تلجأ يوماً إلى التسول أو لبيع ضميرها، ولكنها تعمل بكد وإخلاص للحصول على حفنة من الجنيهات فى آخر اليوم، وتفترش الأرض لبيع السعف وأمام المدارس لبيع الحلوى والدوم وغيرهما.

وعن بيع السعف للأقباط، قالت أم هراس "الشارع المجاور للكنيسة هو الشارع اللى تربيت فيه منذ الصغر، وكل الناس بتحبنى وتشترى منى، واللى مش معاه بنديله ببلاش، أهم حاجة الابتسامة والضحكة اللى بشوفها على وجهوهم، لأن كلنا واحد".

وأوضحت، بأنها تقتطع مسافة تتخطى الـ100 كيلو متراً لتشترى السعف من نخيل مركز إدفو، وتستند على عكازها فى مشيها حتى تصل بالسعف إلى حافة الشارع الذى تبيع منه، مضيفة بأن مكسبها فى السعفة الواحدة قد يصل إلى نصف جنيه فقط، وتبيع الواحدة بـ3 جنيهات، وتغمرها السعادة لحصدها بضعة جنيهات فى نهاية اليوم الذى تبدأه من طلوع الفجر وحتى مغربها.

وأكدت، أن هذا الوطن يعيش نسيجًا واحدًا يشارك فيه البعض فرحة الآخرين، والكل يحافظ على دينه، وعلينا أن نعلم الأجيال هذه المفاهيم التى تربينا عليها "فالرب واحد والفرحة واحدة"، مؤكدة أنها على الرغم من فقرها وإسلامها إلا أنها تلاقى المودة الحسنة من الكثير من الأقباط فى منطقتها التى تربى فيها العديد من الأطفال على يديها، وعلقت قائلة "أهم شىء فى الدنيا اللقمة الحلال، ولو نغمس اللقمة بشاى أشرف من الحرام"، مؤكدة أنها تقبل عتبة المسجد أمام مسكنها يومياً فرحة بقضاء الله الذى تسأله الصبر فى المعيشة.

بائعة-السعف-أم-هراس-(1)

أم-هراس-مع-صحفى-اليوم-السابع-(1)

بائعة-السعف-أم-هراس-(2)



موضوعات متعلقة..


- بالصور.. البابا تواضروس يصلى قداس أحد السعف بدير الأنبا بيشوى بحضور الآلاف









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة