نقول تاني:
لا توجد ثورة فى أى ركن من أركان الأرض ولا أى شعب من شعوبها دون ظهير شعبى مؤيد ومساند ومبارك لتحركات هؤلاء الثوار حتى وإن لم يكن مشاركًا بالقول والفعل، فبقلبه وهذا أضعف الإيمان.
لذا فنحن شعب مصر بغالبية أطيافه وثقافاته ومستوياته التعليمية والاجتماعية نرفض وبشدة وصاية قلة بعينها تحتكر الثورية وتعتبرها غاية تبررها أى وسيلة !
هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم ثوار يناير الأصليين قد انتهت ولايتهم على المصريين، كما انكشفت الأوجه واتضحت النوايا وتمكن الشعب من غربلة الجميع ليميز بفطنته المعتادة الخبيث من الطيب.
هل يجوز لأى مصرى يدعى الوطنية والحرص على مصلحة الوطن والغيرة على مقدراته أن يتحول بين ليلة وضحاها إلى عدو أشد قسوة من الأعداء الكاشفين عن وجوههم، حيث يهرول هذا الثائر ليبحث عن أى عدو لبلاده ليتحالف معه حتى وإن كان الشيطان بحجة المعارضة والاستياء من النظام القائم!
أين الثوار القادة الأبطال الذين دعوا للتمرد وحرضوا على التظاهر فى عيد تحرير سيناء وأطلقوا الشعارات الرنانة المعلبة لتأليب الشباب وإثارة الفوضى بحجة مسألة الجزيرتين اللتين أعلم وتعلمون جيدًا أنهما مجرد ذريعة تلقفها هؤلاء بشغف لعلها تثلج صدورهم التى تحترق غلاً ونقماً من الإقصاء والاستبعاد!
فقد شاهدنا بالأمس مشهدا هزليا قد عرضته إحدى القنوات لمجموعة الثوار الذين ادعوا أنهم محاصرون داخل مقر حزبهم، حيث أصدروا بيانًا شديد اللهجة أولى بنوده أنهم سيدخلون فى اعتصام مفتوح وثانيه إدانة النظام إلى آخره من ترهات !
لا يهم ما خرج من فم المتحدث الرسمى للحزب، ولكن الأهم أنك حين تتأمل نبرة التعالى والصراخ والتهديد، تنفجر من الضحك الذى لا يخلو من مرارة على ما آلت إليه أحوال هؤلاء، فالأداء الذى خرج عن هذا الرجل يعطى انطباعًا لمن لم ير عدد ونوعية المعتصمين أننا فى أجواء يناير ويونيو بما كانت تعج به من حالة ثورية شعبية متكاملة لم ولن تعود أبدًا بمثل هذه العبارات الفارغة والأعداد الهزيلة والوجوه المكروهة!
أظن أن الرسالة التى وقع عليها شعب مصر بالأمس قد وصلت إن كانوا يقرأون!
أبطال من ورق وأحزاب بدون كرامة، كلاهما لا رصيد له ولا يمثل المصريين فى شىء، أفلا تخجلون؟
مع العلم أننا لا نعيش الحياة الوردية ولم حل جميع مشكلاتنا ولم نتخلص من جميع الفاسدين ولم نطهر مؤسسات الدولة من مركبات الفساد وخفافيش الظلام التى استوطنت بها ولم نتخلص بشكلٍ قاطع من الإرهاب ولم ولم إلى آخره.
لكننا نثق بقياداتنا ونتحلى بالصبر فبوادر الخير قد ظهرت وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وعلينا جميعًا أن نشارك فى إعادة بناء مصر من جديد ونحمد الله ليلاً ونهاراً أن سخر لنا جيشاً مترابطاً قوياً وطنياً حمانا من مخططات السقوط التى نجحت بجدارة فى دولاً تحيطنا من كل الاتجاهات لا نهتف بسقوطه !
نهاية: لا زعماء وأبطال دون مريدين، ولا ثورة بدون ثوار، ولا أحزاب بدون رصيد !
إن كنا نريدها ثورة ستكون ملء الأسماع والأبصار مثلما فعلناها من قبل دون زعماء ولا وكلاء حصريين !
لا أرانا الله وجوهكم ثانية وسعيكم غير مشكور .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة