مستشفى العياط المثال الصارخ، وليس الوحيد بمحافظة الجيزة، المعبر عن مدى تدنى مستويات الخدمة العلاجية المقدمة للمواطن، الذى لا يمتلك إلا الحد الأدنى من الدخل وكذلك من الرعاية، ويضطر للحصول على حقه من الدولة، بالعلاج فى مستشفياتها، التى تحولت إلى قبر يناديه يومياً.
بمجرد دخول مستشفى العياط، ستجد غرفة بقسم الاستقبال مليئة بأسرة المرضى وغرف العمليات والمخلفات الملقاة فوق بعضها البعض، بالإضافة إلى مخلفات بجوار وخلف مبنى المستشفى، فى صورة تدل على الإهمال الشديد، وعدم الاهتمام بصحة المواطنين.
تزاحم المواطنين منذ الساعات الأولى للحصول على العلاج
ومنذ الساعة الثامنة صباحا، اصطفت النساء بعد انتهاء الكشف على أطفالهن للدخول فى مأساة الحصول على العلاج الذى لا يتعدى بضع جنيهات لعلاج أمراض أطفالهن البسطاء.
أم محمد، وقفت تتحدث فى الهاتف مع أمها لتحكى مأساتها، التى بدأت من الساعة الثامنة حتى الساعة 1 ظهراً، والتى أكدت أنها لم تستطيع حتى الآن الحصول على العلاج بسبب تزاحم المواطنين بشدة وتكدسهم أمام شباك صرف العلاج بالمستشفى.
ووسط صرخات الأطفال التى تعالت وقت الظهيرة، من شدة الحرارة وطول الانتظار مع أمهاتهم، أكدت سيدة أحمد، التى اصطحبت أطفالها الصغار، للكشف عليهم وصرف العلاج، أن ساعات الانتظار فى تلك الحرارة الشديدة تمر عليهم كأنها سنين، لتأخر صرف العلاج وطول صفوف البشر لصرف الدواء.
وأشار محمد شاهين أحد سكان قرية ميت القائد، إلى أن المستشفى لا تتوافر بها أبسط الخدمات المقدمة للمواطن، والأطباء تنفذ ما يمكن إنقاذه فقط بالأدوات والأجهزة الموجودة لديهم، موضحا أنه فى أحد المرات تعرض شخص لكسر بذراعه، ولم تتوافر بالمستشفى الجبس والشاش، وقاموا بإبلاغنا بضرورة إحضار تلك الأشياء من الصيدلية الخارجية ليتم تجبيس ذراعه.
أطباء بالمستشفى يشتكون من نقص وحدات الإسعاف
فجر طبيب بالمستشفى مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيده أن المستشفى لا توجد بها وحدة إسعاف، بالمركز الذى يخدم 40 قرية، بجانب الحوادث التى تقع على الطريق الزراعى والصحراوى الذى يربط قرى المحافظة ببعضها البعض، مشيرا إلى أنه فى حالة وقوع حادث ما يتم الاستعانة بسيارات الإسعاف المتواجدة على الطريق الزراعى أو الصحراوى، والتى قد تستغرق ساعة للوصول إلى المستشفى أو مكان الحادث.
وكشف الطبيب الذى رفض ذكر اسمه لـ"اليوم السابع" خوفا من تعرضه لعقاب إدارى من مسئولى المستشفى أو الوزارة، تعرض طاقم الأطباء والتمريض للاعتداء من جانب الأهالى بمجرد إخبارهم عدم وجود سيارات إسعاف تنقل الحالة، مؤكدا أنهم يواجهون مشكلة أخرى عند التعامل مع تحويل الحالات، حيث يتم التنسيق أولا مع المستشفى التى سيتم تحويل الحالة لها ومعرفة الطبيب الذى سيشرف عليها وهل يوجد مكان للمريض أم لا؟، وهو ما يضيع الوقت ويمكن أن يتسبب فى وفاة المريض، خاصة أن الإسعاف لا يأتى إلا إذا توافرت تلك البيانات بالمستشفى التى سيتم تحويل الحالة عليها.
نقص فى أطباء الرعاية المركزة والحضانات
وأشار الطبيب، إلى أن المبنى الجديد للمستشفى والذى تم تشغيله يضم أقسام الطوارئ والعمليات وعناية مركزة وحضانات، تم تشغيل قسمى الطوارئ والعمليات فقط، ولم تشغل وحدة العناية المركزة أو الحضانات، لنقص الأطباء بتلك الأقسام وتوجه فرق من التمريض فقط للتدريب، مؤكدا رفض أطباء الباطنة بالمستشفى تشغيل قسم الرعاية لعدم تخصصهم، مضيفا أنه يتم تحويل حالات الرعاية والأطفال التى تحتاج حضانات لمستشفيات الحوامدية وأم المصريين، وقصر العينى لعدم تشغيل الوحدتين.
فيما يستمر العمل بتطوير المبنى الجديد للمستشفى والذى يشرف عليه جهاز خدمات القوات المسلحة، وأعلنت وزارة الصحة تطوير المستشفى بقيمة 13 مليون جنيه.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. مأساة طفلة بسوهاج تعانى من تقوس وتآكل لحم قدميها وتبول لا إرادى.. "عواطف":نفسى أمشى زى أصحابى فى المدرسة.. والأم: الإهمال الطبى قد يتسبب فى بتر قدم ابنتى.. وأطالب بسرعة علاجها على نفقة الدولة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة