أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

من يحارب الإرهاب؟

الجمعة، 29 أبريل 2016 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يحارب الإرهاب؟.. الأربعاء الماضى عارضت الولايات المتحدة، إدراج جماعتى «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قوائم المنظمات الإرهابية، معتبرة أن هذا الأمر غير بناء لتسوية النزاع فى سوريا، وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر: «لا نريد أن يحدث ذلك.. لا نعتقد أن هذا الأمر بناء».

الرفض الأمريكى جاء بناء على الطلب الذى تقدمت به روسيا لمجلس الامن باعتبار «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» السوريتين المعارضتين اللتين شاركتا فى مفاوضات جنيف، «إرهابيتين»، وقال السفير الروسى فى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين فى بيان، إن بلاده طلبت من لجنة مكافحة الإرهاب أن تدرج المجموعتين فى لائحتها للمنظمات الإرهابية، لأنهما مرتبطتان ارتباطا وثيقا بالمنظمات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش والقاعدة اللذين يزودانهما بالدعم اللوجستى والعسكرى.

فى اليوم نفسه قال، نائب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، التابعة لهيئة الأركان العامة الروسية، سيرجى أفاناسييف: إن تنظيم «داعش» يحاول التعاون مع أكثر الجماعات المتطرفة ذى الإمكانيات القتالية العالية فى شرق أفريقيا، وأضاف فى كلمته بمؤتمر الأمن الذى عقد بالعاصمة، موسكو، أن مبعوثى «داعش» يجرون محاولات لإقامة تعاون مع أكثر الجماعات المتطرفة ذات الإمكانيات القتالية العالية فى شرق أفريقيا، وهى حركة الشباب المجاهدين، كما حذر بأنه إذا اتفق تنظيما «داعش» و«القاعدة» فى شمال أفريقيا، على التعاون، فيمكنهما زعزعة استقرار القارة بأكملها.

نحن إذن أمام مواقف يمكن وصفها بالمتناقضة، أو بمعنى أخرى اختلاف فى المصالح ربما يكون السبب فى الحالة التى يعيشها العالم حالياً، من مواجهات غير فعالة مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، فعدم وجود أتفاق بشأن ما هو إرهابى، أدى إلى تعقد الأمر، ووصولنا إلى هذه الحالة التى سمح خلالها بانتقال الجماعات الإرهابية من دولة لأخرى، ربما تحت سمع وبصر دول معينة، لأنها لا ترى فى ذلك خطراً عليها، بل تنفيذاً لأجندتها.

أنا هنا لا أتهم دولة معينة بدعم الإرهاب، لكن ما أقصده هو اختلاف المصالح السياسية، هو السبب فيما نحن عليه الآن، وهذا الوضع بالطبع لن يتغير إلا بمراجعة ومعالجة الأخطاء المرتكبة فى مجال مكافحة الإرهاب والتخلى عن الخطوات الساعية إلى تدهور الوضع تحديداً فى الشرق الأوسط، الذى يعد البؤرة الرئيسية لنشاط الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها بالطبع داعش، ومن هذه الخطوات بالتأكيد استخدام الميليشيات والجماعات الإرهابية كأداة من أجل تغيير النظم وتحقيق غير ذلك من الأهداف السياسية، مثلما يحدث الآن على سبيل المثال فى سوريا وليبيا، خاصة أن هذا الاستخدام سيتحول فى لحظة ما إلى أداة ضد من يستخدمها الآن، تماماً كما حدث مع تنظيم القاعدة الذى نشأ من قيادات كانت فى الاساس لعبة بيد أجهزة مخابرات دولية أثناء الحرب الباردة، لضرب الوجود السوفيتى فى أفغانستان، وبعد أن أتمت هذه القيادات المطلوب منها، تحولت لمواجهة من كانوا يدعمونهم فى الماضى.

على الجميع إدراك حقيقة واضحة الآن، وهى أن نشاط الإرهابيين وصل إلى مستوى غير مسبوق، سواء بتحدى النظم السياسية، وكذلك القيم الإنسانية والنظام العالمى القائم على القانون الدولى وقواعد السلوك الحضارى، لذلك فليس هناك من بديل سوى العمل على توحيد جهود المجتمع الدولى فى مجال مكافحة الإرهاب من خلال تشكيل تحالف دولى واسع لمكافحة الإرهاب، بالتنسيق الوثيق مع الدول التى تتحمل الأعباء الأساسية فى مكافحة الإرهاب والتطرف، للخروج برؤية واحدة تحدد الأطر العامة للتعامل، وتوصيف واضح للإرهاب والجماعات المنخرطة فى الأعمال المجرمة قانونا.

إذا لم يحدث ذلك، وأشك أنه سيحدث سيغرق العالم كله فى الإرهاب، ولن يكون الأمر قاصراً على دول الشرق الأوسط فقط، وأنما ستعانى منه بشكل أكبر أوربا والولايات المتحدة، فالإرهاب هو آفة هذا العصر التى ليس لها موطن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة