«مجموعة الاتصال» لمن لا يعرفها، هى تلك الخلايا التى ظلت نائمة حتى ثورة 25 يناير، التى عملت على سرقة الثورة التى قام بها الشعب لأهداف نبيلة، وتقديم أنفسهم على أنهم صناعها وحراسها والمتحدثون باسمها، بينما هم وسائط اتصال بقنوات غربية لصناعة الفوضى، ونشر الأفكار الهدامة، وطلائع الاستعمار الجديد، وحربه الحديثة على مصر.
وتضم مجموعة الاتصال وجوها شهيرة، بعضهم فى السجون الآن لا أريد أن أتكلم عنهم، خاصة عناصر 6 إبريل، وبعضهم من الكتاب الصحفيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات، ومعظمهم بالمناسبة لا ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، وإن كانوا يتعاملون معها، ويدافعون عن وجودها سياسيا، بحسب التكليفات الواردة إليهم.
ليس مهما أن أضع لكم قائمة كاملة بأسماء هذه المجموعة المأجورة، ولكن يمكنكم الاستدلال على أعضائها بسهولة من كتاباتهم وتصريحاتهم وبوستاتهم وتغريداتهم، فهذه المجموعة لها هدف واحد فى المرحلة الحالية، هو التشويه والتيئيس لكسر الروح المعنوية لعموم المصريين، بالبلدى، إدارة نوع من الحرب النفسية ضد المواطنين باستخدام القضايا الرائجة، لإشعارهم بأن البلد ينهار، وأن النظام يتهاوى، وأن المستقبل مظلم إلى آخر هذا القاموس المعروف، لذا كلما صادفتم كتابة مسمومة فى صحيفة أو كلام كاره فى دكان إعلامى أو بوست شتيمة أو تغريدة ساخرة وعدمية، اعرفوا أن وراءها واحدا أو واحدة من مجموعة الاتصال إياها.
ويمكنكم بسهولة أن تطبقوا كلامى على أعداد الصحف الصادرة اليوم، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وعلى الفضائيات، وتدونون أسماء أشباه الكتاب والصحفيين والإعلاميين والمتحدثين والنشطاء إياهم، وأن تعلموا عليهم، أو تضعوهم تحت المنظار وتابعوا إنتاجهم، ستجدون ما قلته لكم صحيحا.
مجموعة الاتصال إياها، استخدمت قرار عزل هشام جنينة، مناسبة للعويل والولولة على حال البلد، كما سعت لتكوين نمط من التفكير يعتبر أن هشام جنينة هو محارب الفساد، وأن الدولة العميقة الفاسدة وراء الإطاحة به، بعد أن كشف فسادها وتحداه، وأن الفساد فى مصر سيزداد بعد رحيل جنينة، لأنه لن يجد فارسا مغوارا مثله!!
وفى منتصف البكائيات المزيفة على هشام جنينة وعلى حال البلد، ستجدون كثيرا من الرسائل المسمومة عن الواقع المظلم والمليارات المهدرة، وعن هروب الاستثمارات والحصار الدولى، وممارسات الشرطة إلخ، هذه الأسطوانة المشروخة المليئة بالدعاية السوداء، يجب ألا تخيفكم، بل يجب أن تثير فيكم نوازع السخرية والرثاء لهؤلاء المأجورين الذين يتاجرون بالكلمة، تارة تحت شعار المعارضة السياسية، وتارة أخرى تحت لافتة حقوق الإنسان، وتارة ثالثة باستخدام شعار الإصلاح والمصالحة.
مجموعة الاتصال هذه تتغافل عن عدة أمور، تحديدا فى قضية هشام جنينة، أولها أن الفساد موجود فى مصر، وسيظل موجودا لأنه جزء من النفس البشرية الأمارة بالسوء، ولكن النجاح أن نقاومه ونحاصره بالمؤسسات المستقرة والتشريعات الناجحة والتطوير لمؤسسات الدولة بما يحجم الفساد فى حده الأدنى غير المؤثر على النظام الإدارى أو على التعامل فى المال العام، وأصول وثروات الدولة، وثانيا أن سنوات عمل هشام جنينة على رأس الجهاز المركزى للمحاسبات شهدت تراجعا للجهاز بين الأجهزة الرقابية للدولة، ولو بحثنا عن أهم القضايا المتعلقة بالفساد التى تم ضبطها فى السنتين الأخيرتين، سنجد وراءها الرقابة الإدارية، وليس تقارير جهاز المحاسبات، وثالثا فى الوقت الذى أعلن فيه جنينة تصريحه الشهير حول الفساد العام الماضى، جاء تقرير منظمة الشفافية الدولية ليعلن تقدم تصنيف مصر 6 مراكز فى قائمة مكافحة الفساد لتحتل المركز 88 بعد أن كانت بالمركز 94.
طريقنا واضح، أن نطالب بمزيد من التشريعات لمواجهة الفساد والإرادة لتفعيل هذه التشريعات، بالإضافة لتطوير الجهاز الإدارى للدولة، واسترداد الأموال والأصول المنهوبة، ولنراقب عن كثب ما تروجه «مجموعة الاتصال» من شائعات وأفكار مسمومة!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة