كما يقول الكاتب أنه لا يوجد إعلام محايد ولا حتى فى الخيال، لأنه لا وجود للإنسان المحايد حيادا مطلقا، باستثناء الفلاسفة وكبار المفكرين، وهؤلاء وأولئك لا يميلون فى المعتاد إلى العمل بالصحافة والإعلام، وإن كان من الممكن أن كان من الممكن أن يشاركوا بالإعلام الفردى، من خلال شبكات التواصل الاجتماعى، أو صفحاتهم الخاصة، على شبكة الإنترنت.
ويرى الكتاب أنه عندما يدعى إعلام ما أنه محايد فهذه أكبر خدعة، لأنهه فى كل الأحوال، سواء أكان الإعلام حكوميا رسميا، أم حرا مستقلا، فأصحابه لهم سياستهم الخاصة التى يعبرون عنها، إما من خلال حجب خبر ما، وغما حذف أجزاء من خبر ما، وإما حتى نشره كاملا، مع تعقيب يشوه صورته، أو نشر قبل أو بعد أمر مخالف له، يتم عرضه بأسلوب أفضل، أو العكس تماما.
وأوضح الكتاب أن منذ اليوم الأول لظهور الصحافة كأول وسيلة إعلامية، تخدم مصالح من يصدرها ويمولها، ولقد أدركت الماسونية هذ، وأدركت قيمة الإعلام وقوة تأثيرة، فقررت فى وثيقتها الأساسية التى تم العثور عليها مع فارس قتلته صاعقة فى فنلندا، فى القرن الـ15، السيطرة بقدر الإمكان على منظومة الإعلام، باعتبارة إحدى قوتين، يمكنهما السيطرة على العالم أجمع.
ويوضح الكتاب أن منذا بدايات القرن السادس عشر، صار الإعلام سلاحا من اسلحة الحروب، سواء الماسونية أو غيرها، وتم استخدامه بأقصى قدر ممكن فى كل الحروب التى تلت ذلك، وبالذات مع بدايات القرن العشرين عندما ظهرت السينما لأول مرة على يد الأخوين لوميير، مع أول عرض متحرك فى المقهى الكبير فى شارع كابوشين فى باريس، عام 1895، وظلت تتطور بدءا من الحرب العالمية الأولى التى بدأت 1914، أى بعد تسعة عشر عاما من اختراع السينما.
وتابع الكاتب أن الإعلام هو الذى نشر فكر لينين، الذى نجح فى استغلال غضب الشعب الروسى من تجاوزات أسرة رومانوف الحاكمة، ليخلف رأيا عاما بحتمية الثورة، ولقد تم نفى لينين بناء على هذا إلى ألمانيا التى أرادت إبعاد روسيا عن الحرب العالمية الثانية، فقامت بعملية استخباراتية تعرف باسم الحصان الحديدى، لإعادة لينين إلى موسكو لقيادة الثورة الشعبية فى صفقة تتضمن خروج روسيا من الحرب فى حالة نجاح الثورة.
ويؤكد الكتاب أنه فى حرب الجيل الرابع، صار الإعلام هو أقوى الأسلحة على الإطلاق بعد أن تطورت وسائلة وتعددت، من الصحافة المطبوعة وحتى شبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعى المنتشرة فى العالم كله، والتى صارت أشبه بإدمان إلكترونى جديد لدى الملايين من سكان العالم، ووسيلة مثلى لنشر الشائعات، واستخدام الحرب النفسية على أوسع نطاق بتضخيم الأخطاء والهزائم الصغيرة، وتسفية الإنجازات والانتصارات الكبيرة، وخاصة مع آفات هذا العصر وهو الكسل.
كما يرى الكاتب أن الشائعات أقوى سلاح فى حرب الجيل الرابع باعتبار أن الشعوب تحركها مشاعرها بأكثر مما تحركها عقولها، والشائعات لا يتم إطلاقها عشوائيا، ولكنها تبنى على دراسة نفسية دقيقة، وخاصة لو أنها تستهدف أمرا جللا، مثل إسقاط دولة كاملة، ولهذا فالشائعة المدروسة لا تبدأ بكذبة، ولكن تبدأ بذرة من الحقيقة التى يسهل التأكد منها، ثم يبنى عليها جبل من الأكاذيب، تستند كلها إلى ذرة الحقيقة، وقد أدركت حروب الجيل الرابع مدى اهمية وقوة وخطورة الشائعات، وبخاصة لو اطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة، والإعلام الحر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة