وائل السمرى

إبراهيم عبدالمجيد صائد البهجة

الجمعة، 08 أبريل 2016 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسم الكاتب هو إبراهيم عبدالمجيد، أما اسم الكتاب فهو «ما وراء الكتابة.. تجربتى مع الإبداع»، أما الحدث فهو فوز الاثنين، الكاتب والكتاب، بجائزة الشيخ زايد الرفيعة التى تحمل اسم شيخ كريم من شيوخ العرب، وتكرم على مدى تاريخها القصير نسبيًّا أعلام الأدب والإبداع فى العالم العربى، متحملة مسؤولية إضاءة شعلة الكلمة ورعاية أصحاب الأقلام البراقة، لتحتل برغم حداثة إنشائها مكانا بارزا من بين الجوائز العربية ذات السمعة الطيبة.

الذين يعرفون إبراهيم عبدالمجيد سيتأكدون أن عنوان الكتاب الفائز ما هو إلا مراوغة من كاتب ماهر، فليس لدى عبدالمجيد «ما وراء الكتابة» لأن حياته كلها «كتابة»، كل موقف يمر به محفور فى ذاكرته، كل تجربة يخوضها تتحول فى مختبره إلى مادة إبداعية صالحة للكتابة سواء بمفردها أو ضمن عمل متكامل، عند إبراهيم عبدالمجيد كل الأماكن كائنات حية، يعيش فى المكان فينسرب إلى روحه، يمسك بتفاصيله، متجولا فيها كنقطة دماء تتجول فى الشرايين، لذا دائما تقرأ كتابات إبراهيم عبدالمجيد فتشعر بها ساخنة طازجة نابضة مفعمة بالحياة ومليئة بالتفاصيل ومشبعة بالحيوية.

عشرات السنين تفصل بينه وبين غالبية أدباء جيلنا، لكنه مع هذا صار أقرب الكتاب الكبار إلينا، فروحه الشابة مكنته من قراءة أرواحنا والتوغل فى حياتنا والبقاء فى بؤرة اهتمامنا محتفظا لنفسه برفعة المكانة وألفة الجوار، صاخب على الدوام، باسم على الدوام، حكاء على الدوام، تنساب الحكايات فى فمه فيحتلك التعجب: كيف يحتفظ بكل هذه التفاصيل، وكيف يشبكها هكذا بسلاسلة وتلقائية، وكيف تسمع فى حكاياته أصوات أناس لم تقابلهم، وترى أماكن لم تزرها، وتشم روائح لم تتنسمها؟

هو مريض بالحياة، ولذلك نادرا ما تراه ساكنا، وغالبا ما تراه منفعلا، يضحك بانفعال، يحزن بانفعال، ويخوض معاركه بانفعال، تركت فيه الإسكندرية روح الصيادين، حبهم للحرية، مللهم من الزيف، كراهيتهم للأقنعة، إدمانهم للأمل، عشقهم للمغامرة، انتشاءهم بالغناء، لهفتهم للقاء، تراه كالطيف، دائما على عجل، لكنه لا يتركك إلا بعد أن يضفى على يومك طعما آخر ممزوجا بالبهجة وممتلئًا بالعنفوان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة