أكرم القصاص - علا الشافعي

صابر حسين خليل يكتب: السلطانية

الجمعة، 08 أبريل 2016 04:00 م
صابر حسين خليل يكتب: السلطانية حزن - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن تحدثنا فى مقال سابق عن أوبريت "عواد باع أرضه" واكتشفنا الخديعة التى وقعنا فيها طوال عقود كثيرة.

اليوم نطرح خدعة أخرى كنا فريسة لها دون أن ندرى، وهى انتظار الأموال التى ستمطرها السماء.
ولكى نستوعب الحكاية نرجع لسنوات طويلة للخلف والأوبريت الإذاعى "قسم وأرزاق" أو ما يعرف للعامة بـ"السلطانية".

القصة تتلخص فى اسكافى فقير اسمه مرزوق، اضطهاد التجار له يجعله يهرب وفى يده سلطانية ويبحر مع قافلة فى البحر فيغرق الجميع وينجو هو ويقدم السلطانية هدية لملك الجزيرة التى وصل إليها، فيعجب الملك بالهدية ويغدق عليه الأموال والجواهر ويرجع محملاً بها إلى زوجته وأولاده.

الخدعة تكمن فى انتظارنا الدائم للحل المعجزة القادم من المجهول، انتظار الأموال والمجوهرات التى ستمطرها السماء، حلمنا جمعياً بمصير مرزوق، حلمنا بالملك الذى يعطينا الكثير بلا مقابل أو بمقابل مثل السلطانية.

الأوبريت خلق فى نفوس المستمعين التواكل لا العمل، فعندما كان مرزوق يعمل لم ينل المال بل كان الفقر مصيره والعوز حاله، لم يستطع مرزوق الوقوف أمام تجار السوق الأغنياء الذين حسدوه على سعادته.

إن الأوبريت يا سادة زرع فينا عدم المقاومة والاستسلام للغاشم والرضا بالاضطهاد. طوال هذه العقود من السنين وأنا انتظر مصير مرزوق.

والنتيجة ترك العمل وانتظار المعجزة. لماذا لم تدافع عن صنعتك يا مرزوق وتكسب منها ويعلو شأنك ؟
لماذا استسلمت للظلم والقهر، وتركت أسرتك ؟ وهل نفعل مثلك يترك كل منا صنعته وأسرته ويبحث عن المعجزة التى سوف تأتى من المجهول ؟

لقد أخطأت فى حقنا يا مرزوق، أخطأت دهراً فى حق شعب كامل. لولاك لقاومنا الظلم فى كل صورة لوقفنا فى وجه كل ظالم لنا وأخذنا حقوقنا.

السلطانية رمز لحقبة زمانية، السلطانية غطت عقولنا فأصبحنا لا نفكر، فهل بعد كل هذه السنوات آن الوقت لنزع سلطانيتك من فوق رؤوسنا.

انتظرنا يا مرزوق شعب بلا سلطانية، شعب يفكر، يبدع، ينتج، لا ينتظر المال من مطر السماء، أو من ملك غرته السلطانية.

لن نخضع لنظريتك فى الحياة، ولن نلبس السلطانية مرة أخرى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة