أكرم القصاص

دروس فى التعبير الوزارى

السبت، 09 أبريل 2016 07:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زلات اللسان ومصايد الفارغين


لو تأملنا أغلب المعارك والجدل أو المشكلات التى تدور فى عالم السياسة وتثير التعليقات وتشغل جوانب من النقاش الافتراضى العام والخاص، تتعلق غالبا بتصريحات الوزراء والمسؤولين فيما يمكن القول بأنها «زلات لسان».

بالطبع بعضها يمكن أن يكون مثيرا للصدمات والغضب، مثلما جرى مع وزير العدل الأسبق الذى قال عن «ابن الزبال» لا يصلح للمناصب القضائية. ثم أتبعه وزير العدل السابق بتصريحه عن الرسول. وبعض التصريحات الأخرى تبدو مثيرة للسخرية أو كوميدية.

مع الأخذ فى الاعتبار أن أدوات التواصل أصبحت ناصية واسعة، بها أنواع من البشر بعضهم طبيعى، والبعض متوحش ينتظر فريسة.

ولا تتوقف التصريحات المثيرة التى تحمل ألفاظا وتعبيرات غريبة وعجيبة بعضها زلات لسان، منها تصريح وزير الإدارة المحلية أحمد زكى بدر، عندما قال لا يوجد تمييز فى تعيين المحافظين، لكن الأسبقية للضباط. وإنه ما ينفعش المحافظين يكونوا بالانتخاب لأنهم لو كده هيتحبسوا.. وزير آخر أراد القول إن خطف الطائرة له إيجابيات، فقال «إن خطف الطائرة كان عملا إيجابيا».. ووزيرة الاستثمار قالت احنا مع المستثمر لحد ما يتجوز الفرصة وبخلف منها.

قد يرى البعض أنه لا يفترض لنا أن نقف على الواحدة للوزراء، وأن هناك دائما متربصين، لا يكفون عن التعليق والاصطياد حتى فى الأحداث المهمة.

وبالمناسبة فإن زلات اللسان أمر معروف فى السياسة، وهناك قفشات مشهورة لفنانين وسياسيين ورؤساء ووزراء ربما كان أشهرهم جورج دبليو بوش الذى كان موضوعا لكتب ترصد زلات لسانه و«إفيهاته».
وربما تكون هناك حاجة لتدريب الوزراء أو المسؤولين على بروتوكولات الكلام، وما يجوز أو لايجوز.

وهى أمور معروفة بالمناسبة فى كل دول العالم وتتعلق باللياقة السياسية. مع ملاحظة أن أغلب المسؤولين يتم اختيارهم من غير ذوى الخبرة السياسية، أو التكنوقراط. وبالتالى فعملهم فنى وتخصصى بالأساس، ولا يشترط أن يكونوا متحدثين لبقين. لكن الأزمة هنا أن المنصب الوزارى هو منصب سياسى، وقد يكون الوزير متفوقا فى تخصصه، لكنه غير قادر على مخاطبة الرأى العام.

ومع أهمية التفرقة بين من ينتقدون تصريحات تتعلق بالرأى أو تخالف القانون، وتمثل تمييزا أو هجوما أو شتائم، وأخرى تدخل فى سياقات زلات اللسان والإفيهات. مع ملاحظة أن هناك نوعا من الفارغين المتصيدين، متنطعون وفارغون، يتعيشون على الجيفة والنميمة.

يعلقون بجهل وينقلون الشائعات بتربص وسوء نية، أو لمجرد الشعور بالامتلاء وجذب اللايكات والتصفيق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة