دندراوى الهوارى

زيارة الملك «سلمان».. تعادل أهمية بيان الملك «عبدالله»

السبت، 09 أبريل 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أشبه اليوم بالبارحة، من حيث الصخب وتكالب المتآمرين والخونة على مصر، ومحاولة الدفع بها بين مخالب فرض العزلة وخنقها اقتصاديا وتقويض كل محاولات نهضتها، استغلالا لحوادث فردية هنا، أو تفجير وخطف طائرة هناك.

وبينما تهب العواصف السياسية والاقتصادية، التى تقودها وسائل إعلام فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وإيطاليا، وعدد آخر من الدول الأوروبية، بالتنسيق مع خونة الداخل من نشطاء السبوبة والمتعاطفين مع جماعة الإخوان الإرهابية، لتوظيف حادث مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى» وإلصاق الاتهام بوزارة الداخلية، لإحراج مصر، وتوجيه ضربة قوية للعلاقات بين القاهرة وروما، وتأليب الاتحاد الأوروبى لفرض عقوبات كبيرة على مصر، بجانب وجود الوفد الأمنى المصرى فى روما، جاءت زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقاهرة، لتحدث زخما سياسيا واقتصاديا مدهشا ليس فى مصر فقط، ولكن على الساحتين الإقليمية والدولية.

أهمية الزيارة القصوى، ووصفها بالتاريخية، كونها تأتى فى توقيت هو الأخطر الذى تمر به مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن، فالقاهرة تمر بظروف اقتصادية سيئة بعد ضرب الموسم السياحى فى مقتل عقب إسقاط الطائرة الروسية فى سيناء، وتأثر دخل قناة السويس نتيجة تراجع حركة الملاحة الدولية، بسبب تقلص حركة التجارة العالمية، بالإضافة إلى المخططات التى قادتها جماعة الإخوان الإرهابية لمنع تحويلات العاملين فى الخارج للبنوك المصرية بالدولار، ما أدى إلى حدوث أزمة خانقة فى الدولار بالأسواق المصرية، وتراجع حاد فى الصادرات يقابله ارتفاع كبير فى الواردات، بجانب الأزمة التى تم تضخيمها بشكل خطير وعجيب ومدهش، وهى مقتل الشاب الإيطالى فى ظروف غامضة، وتحويل دفة الاتهام إلى وزارة الداخلية، لتكون الضربة الموجهة لمصر قوية ومميتة.

وتأسيسا على ذلك، تكتسب زيارة خادم الحرمين أهمية قصوى، وتأتى فى توقيتها الجوهرى، لتبعث بالعديد من الرسائل، منها، أن المملكة العربية السعودية بكل ثقلها المالى، وقيمتها الدينية فى العالم الإسلامى، تقف مع شقيقتها الكبرى مصر، وتدعمها سياسيا، واقتصاديا، ولن تسمح بإسقاطها، حتى وإن فرضت كل أوروبا عقوبات على القاهرة، وهو الموقف الشبيه للراحل الكبير الملك عبدالله، عندما أصدر بيان المملكة المساند بكل قوة لمصر وثورتها 30 يونيو، وتهديد صريح بأنها لن تسمح بإسقاط مصر مهما كان.

زيارة الملك سلمان، تأتى فى ظروف تمر بها مصر شبيهة بالظروف التى مرت بها بعد 30 يونيو 2013، عندما حاولت نفس الدول حينذاك تنفيذ مخططاتها، برفض الثورة وإزاحة نظام الإخوان من الحكم، والتهديد بعدم الاعتراف بعزل «محمد مرسى»، وقتها خرج الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ببيان تاريخى، كان بمثابة قبلة الحياة، ووأد لكل المخططات، معلنا فيه وبشكل حاسم وقوف المملكة العربية السعودية مع مصر، وقال حينذاك، إن استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين والكارهين فى محاولة فاشلة لضرب وحدته، داعيًا جميع الشرفاء إلى الوقوف بجانب مصر ضد أى عابث أو مضلل، ومشددا على أن مصر الإسلام والعروبة والتاريخ المجيد لن يغيرها قول أو موقف وستظل قادرة على العبور لبر الأمان.

وبعد مرور أكثر من عامين من بيان المملكة الشهير، يقرر الملك سلمان، زيارة مصر، فى توقيت عصيب، ويمكث فيها 5 أيام كاملة، مقدما دعما ومساندة سياسية واقتصادية لا محدودة للقاهرة، أزعجت كل المتآمرين من دول وجهات خارجية، وخونة الداخل من أدعياء حقوق الإنسان، ونشطاء سياسيين، وتيارات وجماعات وحركات متطرفة وفوضوية، تعبث بأمن البلاد.

والشىء بالشىء يذكر، فإننى أنصح القائمين على شؤون مصر، نرجوكم ألا ترضخوا للطلبات غير المنطقية للحكومة الإيطالية، والتى تحولت إلى ابتزاز سياسى فج للقاهرة بهدف إنقاذ شعبيتها المنهارة فى الشارع الإيطالى، وتحاول بكل الوسائل توظيف حادث مقتل الشاب الإيطالى لمصلحتها، على جثث المصريين، وسمعة مؤسساتهم الرسمية، ولابد من التعامل بندية كبيرة، وعلى أرضية ثابتة ما دام الحادث فردياً، ولم تتورط فيه أى من المؤسسات الرسمية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة