الأحزاب التى نشأت فى ضجة سياسية كبرى توارت وانتهت فى سكون مطبق يشبه الموت الإكلينكى، فحزب الفريق أحمد شفيق على سبيل المثال ، الذى كان يُراهن على تصدره المشهد السياسى أو على أقل تقدير حصوله على تمثيل مشرف داخل المجلس لم يتمكن من حصد سوى مقعد واحد بشق الأنفس وما لبث أن ضربته الاستقالات بعد أن أعلن الفريق شفيق عبر مواقع التواصل الاجتماعى استقالته ليستقيل بعدها عدد من القيادات والأمانات، وألا أن عدد من القيادات تمكن من إقناع الفريق شفيق من العدول عن تلك الاستقالة.
يأتى فى المرتبة الثانية حزب عمرو حمزاوى، الذى أعلن فى الرابع من أكتوبر عام 2015 عن استقالته من الحزب هو ومحمد فهمى منزا، أمين المكتب السياسى، وشهير جورج، الأمين العام للحزب، مُشكلين لجنة انتقالية لتسيير أعمال الحزب والإعداد للمؤتمر العام، تتكون من الأعضاء العاملين تامر سحاب وأحمد السيد وأسامة الكسبانى، مع البقاء كأعضاء عاملين فى حزب مصر الحرية، يشتركون مع بقية الأعضاء فى العمل على إخراج الحزب الصغير من أزمته.
حمزاوى أعلن انذاك سبب استقالته فى بيان قال فيه: "إن استقالته جاء نتيجة حالة الواهن التى يمر بها الحزب مؤكدًا على تحمله مسئولية الإخفاق لذا فعليه أن يرحل طوعا كما جاء طوعا ويفتح الباب أمام مجموعة جديدة لقيادة العمل الحزبى يختارها الأعضاء العاملون فى الحزب وتنتقل به إلى مرحلة تتسم بالفاعلية، سواء بالاندماج مع أحزاب أخرى أو بالإبقاء على كيان الحزب القانونى دون تغيير، ليختفى بعدها الحزب بشكل نهائى عن المشهد السياسى كأن لم يكن.
وبالتطرق إلى حزب المصرى الديمقراطى وأجرائه انتخابات رئاسية وأخرى للمناصب الشاغرة بعد استقالته أمينه العام أحمد فوزى، أمين لجنة الشئون الخارجية حسين جوهر نجد أن الاستقالات لم تتوقف بعد تلك الانتخابات.
البداية جاء بعد أن إعلان الدكتور محمد أبو الغار استقالته واحتشاد الأعضاء وأعضاء الهيئة العليا حينها داخل مقر الحزب بوسط البلد لمناشدة أبو الغار للعدول عن استقالته، ما دفعه آنذاك بالعدول مؤقتًا عن الاستقالة حتى تتم انتخابات الحزب معلنًا عن عدم ترشحه مرة أخرى، ثم ما لبث الحزب أن واجه استقالات جديدة تقدم بها أحمد فوزى الأمين العام وحسين جوهر أمين لجنة الشئون الخارجية.
وما لبث أن تقدم 9 من أعضاء المكتب التنفيذى، بحزب المصرى الديمقراطى، باستقالتهم من الحزب، وذلك ضمن مجموعة من الاستقالات التى شهدها الحزب. وجاء نص الاستقالة كالتالى: يتقدم الموقعين أدناه الثلاثاء الموافق 12 أبريل 2016 بالتقدم باستقالة مسببة من عضوية المكتب التنفيذى، وذلك عقب اجتماعهم الدورى بمقر الحزب الرئيسى، والذى تم انعقاده من نفس اليوم فى تمام الساعة السادسة والنصف مساءً.
وارتأى المكتب التنفيذى من منطلق الشفافية وتداول المعلومات بين الهيئة العليا الموقرة التى وضعت ثقتها فى اعضاءه لتولى ملف إدارة شئون الحزب، أن تُسبب استقالتها وتسرد بمنتهى الوضوح السبب الرئيسى للتقدم بهذه الاستقالة. لقد كُلفنا بعد انتخابات المؤتمر العام فى 2 أكتوبر 2015 لتولى إدارة المكتب التنفيذى، وحاولنا طيلة الستة أشهر الماضية أن نعمل بمنتهى الإخلاص لإدارة شئون الحزب بشكل دورى منتظم وباجتماع أسبوعى يتم كل ثلاثاء بالمقر الرئيسى للحزب. وبعد إعلان نتيجة انتخابات المؤتمر العام التكميلى فى 1 ابريل 2016، ارتضينا بنتائج الديمقراطية وأردنا الاستمرار فى بناء الحزب والعمل على المُضى قدما فى طريق إدارة الحزب، وذلك بالاستمرار فى انعقاد اجتماعاتنا والتى لم تنقطع طيلة ستة أشهر فائتة، ومع أنه تم التعطيل المُتعمد لانعقاد اجتماع المكتب التنفيذى الذى كان مقرر عقده الثلاثاء الماضى، الا أننا أردنا ألا نقف عند هذه الجزئية وتخطيناها وأصررنا على انعقاد اجتماع هذا الأسبوع بموعده.
وبالفعل، انعقد اجتماع المكتب أمس بموعده الثابت، وفى نهاية الاجتماع فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساءا فوجئنا جميعا بأن إحدى قرارات المكتب التنفيذى قد تشدق بها أحد أعضاء "المنتدى الفكرى للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى"، وذلك حتى قبل الانتهاء من صياغة محضر الاجتماع. مع الاخذ فى الاعتبار بأنها لم تكن المرة الأولى التى يحدث فيها تسريب وكأن اجتماعنا كان مذاع على الهواء، وبأقل من دقائق معدودة تم مناقشة الامر فيما بيننا عن ضرورة معرفة من الذى يُسرب قرارات الاجتماع حتى قبل صياغتها بمحضر الجلسة.
وعند مواجهة المهندس باسم كامل، بأننا جميعا نشك به لأنه صاحب مصلحة واضحة فى تعطيل قرارات اليوم تحديدا، لم ينكر واقر انه هو الذى أرسل الاجتماع لزملاءه - على حد قوله - ولم يجد غضاضة فى ذلك، فاعترضنا جميعا على هذا الفعل وانتهى الاجتماع على ذلك.
موضوعات متعلقة :
- الاستقالات تضرب الحزب المصرى الديمقراطى.. الأمين العام وأمين لجنة الشئون الخارجية يتركان منصبهما.. أحمد فوزى: المناخ العام لا يستوعب سوى الصوت الواحد.. والتجربة الحزبية لم يعد فيها أمل للتغيير
- عدوى الانقسامات والاستقالات تنتقل لـ"مصر الحرية" بعد استقالة عمرو حمزاوى من رئاسته.. الحزب يلحق بـ"المؤتمر" و"الدستور" و"الوفد".. والقيادات المستقيلة تؤكد: ضعف الحزب والاخفاق السياسى وراء الاستقالة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة